حكمٌ سرمديّ…الشاعره..ليليان أنس
حكمٌ سرمديّ… لا استئناف فيه
حيثُ أنا القاضية ، والشاهدة، والمتّهمة…
إلى متى يا أنا؟
لم يهدأ فيكِ نزف
ولا اكتفى فيكِ حزن
ولا استوقفكِ عذر
ولا حجبكِ رجاءٌ عن المضيّ نحو الهاوية.
أم أنكِ لا تدرين؟؟؟
تسيرين كأنكِ تُدينين قلبكِ في كلّ خطوة
تفتحين للوجع نوافذ صدركِ
وتدعينه أن يخرج… فيُقيم
ولا يعتذر عن جلدك
أم إنك لا تشعرين؟؟؟
كم مرةٍ صالحْتِ الأمل
فأدار لكِ ظهره كغريبٍ مرّ مصادفة
ثمّ توارى في الزحام دون أن يعتذر
فهل أنتِ تبصرين؟؟؟
تُداوين الآخرين من نزيفهم
وتغفلين عن جراحكِ المتروكة
تُهدهدين وجعهم بصوتكِ
وتصمتين حين تناديكِ روحكِ… أن استمعي لها ثم أنت كعادتك تكابرين
كأنّ فيكِ محكمةً لا تغفو
وقاضيةً تُصدر الأحكام دون استماع
وشاهدةً لا تكذب… إلا حين تُشير إليكِ.
فإلى متى تُمشينكِ على شوككِ
وتطلبين منها أن ترقص؟
إلى متى تكتبين عزاءكِ
بيدكِ التي ما زالت ترتجف من أول وجع؟
كيف كل هذا مازلت تتحملين؟؟؟
أيّ جرحٍ هذا الذي يراكِ كلّ عامٍ فتية
ويكبر فيكِ كأنّه الوطن
وأنتِ لاجئةٌ في جسدكِ
تستجدين مهربًا… منكَ إليكِ
ولا تجدين!!!
تُرمّمين ما تهدّم في الآخرين
وتتركين فيكِ الخراب مقيمًا
تُطفئين حرائقهم بأنفاسكِ
وتتركين رمادكِ يتكاثر بلا عزاء
أيّ جُرحٍ هذا الذي يسكنكِ كأبجدية
ويكتبكِ من أوّلكِ حتى آخر أنين؟
أيّ قدرٍ هذا الذي تبايعينه كلّ فجر
ثم يخونكِ عند أوّل خفقة ألم؟
وعبثا حياتك تدارين
أجبيني…
إلى متى تظلين تمشين فيكِ
ولا تصلين؟
إلى متى يا أنا؟
تُشبهينكِ… ثم لا تعرفين من تكونين؟
٥ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ
ليليان أنس
قوافي معتقة
تعليقات
إرسال تعليق