المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤

الشاعرة...وفاء فواز

صورة
إنّي آنستُ ناراً  تدثرتُ بالليلِ وتدفأتُ مليّاً تلمستُ خطواتي ونفضتُ عنّي نواقيسَ السُهد، هززتُ الليلَ بخفقةِ رمشٍ وظلّ ضِحكةٍ عرجاءَ  ملأتُ أكوازَ القصيدةِ بأزهارٍ تنمو خلفَ ظلّكَ،  ورتّبتُ خوابيَ العطر ووسائدَ النارنج والكاردينيا  لتنجبَ خَطوكَ  ضبطتُ يدي متلبّسةً بعبثٍ الورق؛ تخطُّ قصيدةً بأطرافِ الأناملِ لفارسٍ  من عصرِ ما قبلَ الكتابةِ.  جديلتي التفّتْ، حولَ عينيّ،  فما عدتُ أرى شيئاً حتى أتى صوتُكَ كهمساتِ المساءِ يداعبُ وجهَ الليلِ بمعطفِ الدفء ! إني آنستُ ناراُ  كانت غيثاً يروي المكان  وشمساً تهدي العينَ قبلةَ نورٍ، وعطراً من زجاجٍ لا الشوق فيها ينحني، ولا عنادي يعرفُ الانكسار مازلت أتنبأُ بليالٍ عجافٍ يتبعُها طوفانٌ،  أنتَ فيه طوقُ نجاةٍ.. كيفَ ليَ أنْ أقفَ مكتوفةَ اليدِِ ولا أضعَ في فنجانِ قهوتِكَ قطعةَ سُكر ..؟! إني آنستُ ناراً  كانتْ كعينِ صقرٍ تناديني بشوقٍ، تنقرُ نوافذَ قلبي، تغمرُ في دوارِ دفئِها مرساتي ....  وفاء فواز // دمشق