يا كاتب للشعر.. // بقلم الشاعر حافظ لفته
- يا كاتب للشعر..
- يا كاتب الشعر بحر الشعر مرتطم ُ
- فيه الجميل وفيه الغثّ والدَسِم ُ
- ولست أعجب أن ما زار روضته ُ
- من في جوانحهِ الآلام تحتدم ُ
- ومن تروّعَهُ في العيشِ دنيته ُ
- إن طابَ حيناً سيأتي بعدهُ الألم ُ
- فازْرَعْ لديهِ من الأزهارِ أجملها
- حتّى نسيم الشذى يسمو ويزدحمُ
- ما نفع شعرٍ كئيبٍ بين أحرفه
- تسري الرتابة والتعتيم والسأم ُ
- إنّ القصائدَ أحلاها التي عَزَفَت
- لحن الشفاءِ لِمَنْ أوْدى به السقم ُ
- وأعْذَب الشعرِ ما فاضت روافده ُ
- بالطيّبات ومنها الودُّ والكرم ُ
- وإستقرأ الحزن في العينين واسألها
- أيّ الحروف بها تَنسى وتبتسم ُ
- وأيّها يجلب الأفراح في زمن ٍ
- الحزن فيه على طولِ المدى حممُ
- واسْمو بنفسك للعلياءِ في شَغَف ٍ
- فالنسر تَشْتاقَهُ الآفاقُ والقمم ُ
- ولا تغرّك في القيعانِ ساقية
- تطفو بشاطئها الأوشال واللمم ُ
- فراكد الماء إن لم يجرِ منهله ُ
- لم يرو زرعاً ويسري عنده الضرم ُ
- وما تمرّ به إلا طحالبه ُ
- والتائهون ومن زلّتْ بهم قدم ُ
- والراكعون لدى خيباتهمْ وبها
- من عاشَ خوفاً ومن هانوا ومن هُزِموا
- ومَنْ مناهلهُ جَفّتْ منابعها
- فما الدموع ستحييها ولا الندم ُ
- ومَنْ بقاياه أمسى ذكرها ألماً
- فلا بها طابت الأخلاقُ والشيم ُ
- واحْزَنْ على وطنٍ عاث اللصوص به ِ
- كأنّهُ بعد ذاك العزّ منهدم ُ
- نالوا الغلالَ وما قد طاب من ثَمَر ٍ
- والزارعون له جاعوا وما غنموا
- جاع الجميع ولصّ الدار منشغل ٌ
- فالذئب يؤنسهُ إنْ جاعَتْ الغنم ُ
- يا كاتب الشعر إسْكبْ في مناهله ِ
- مسْكاً ليَهْنأ في أطيابهِ القلم ُ
- فالجرح مازال رَغْم النزفِ يؤلمه ُ
- مَنْ لَمْ يُطَبْبهُ أوْ في أذنه صَمَم ُ
- الناس تطلق عند الصبح ضحكتها
- وتحت جنح الدجى يُبدون ما كتموا
- وماعَسى ينفع المكلوم ضحكته ُ
- وما بها من عتاة القومِ ينتقم ُ
- كمَنْ تفاخر مهزومٌ بزينته ِ
- وإنّ ذكره عند الناس منهزم ُ
- 🖊️حافظ لفته عباس
تعليقات
إرسال تعليق