إلیْکِ یا بَوّابةَ الجراحْ... الشاعرة..سعيدة باش طبجي☆




 إلیْکِ یا بَوّابةَ الجراحْ...

یا غزّة الذّبِیحةْ..

قصیدةً جریحةْ

حُرُوفها تنِزُّ بالدِّماءِ والغُبارِ والنُّواحْ

وترتدي قُمْصانَها الدّامیةَ القبیحةْ

تتُوهُ في شوارعٍ مطموسةِ الأسْماءْ

نعرفُها بالموتِ والصّدیدِ والرُّکامِ 

والغُبارِ والدّماءْ

وطفلةٍ شاردةٍ غبراءْ

في مقْلتیْها قُبْلةُ الفناءْ

ودَمْعةٌ شحِیحَةْ

☆                

إلیْکَ یا مدينةَ الأحزانِ والنّواحْ

یاغزّة الطّریحةْ

قصیدةٌ  صَریحَةْ

قصيدة تنزُّ کبریاءْ

قصيدة تنضَحُ بالصُّمودِ و الإباءْ

حُروفُها تَرفضُ أنْ تسُفّنا الرّیاحُ

في مقبرة الكفاحْ

لتُطمَسَ الفضِیحَةْ

حروفُها ترفضُ أنْ تَرسُمَ للألْعوبةِ  المقيتةِ الرّعناءْ

في محفل سمّوهُ  بالنّصرِ وبالنّجاحْ 

أهزُوجةً کَسِيحةْ

حروفُها ترفضُ أن تنتحرَ الحقیقةُ الغبراءُ

فوقَ مذْبحِ الخُذلانِ والهوانْ

أو في منابرِ النّسْیانِ والسَّماحْ

أو أنْ تُباعَ في مزاداتِ الرّدَى

دِماٶُنا السّفیحَةْ             


وا أسَفي عليكِ..يا..يا غزّةَ الجَريحةْ 

يا غزّةَ الحَمْراءْ

يا زهرةً قد طلّقتْها خُضْرةُ الرّبيع وابتسامةُ السّماءْ

يا حُزْنَنا..يا تِيهَنا..يا حُلْمَنا السَّليبَ..

يا دِماءَنا السّفيحةْ

منْ سَوْفَ يكْنِسُ الدَّمارَ والدِّماءْ

واللّيْل والصّقيعَ  والفناءْ

عن القلوب والدّيارِ  والأزقّةِ الكسيحة؟

ومنْ يُكفْكف النّزيفَ عن جُروحِنا

ومَنْ حُطامُ شِلْوِها يقْدرُ أنْ يُزيحَهْ ؟

أريدُ أن ألمَحَ  في الأفْقِ الكئيبِ كُوّةً زهْراءْ..

صغيرةَ..أفتَحُها 

لتَدخُلَ الأنوارُ للمدينةِ الكأداءْ

ويسْتطيعُ قلمي 

أنْ يَرسمَ النّصرَ المُبينَ والبَشائرَ الغرّاءْ

في غزّة السَّجينةِ  الطريحةْ

لكنّني لسْت أرى في الأفْق غير غيْمة سوداءْ

تَحملُ في ذرّاتِها....حجارةً سجّيلَا

تمطرُ من عيونها الحِمامَ و الظّلامَ و التنكيلَا

و تزْرعُ الرّجُمْ

...ألمْ...ألمْ..ألم

 الدّمُ والصّدأ..

الصّدأُ والدّمْ..

وكلُّ ما في داخلي والأرضِ والسّماءْ ..

وكلُّ ما فوق الثَّرَى بِغزَّةَ الحِمَمْ

أنشُودةُ العَدَمْ..

لَحنُ امْتزاجِ صَرخةٍ منْ ألمٍ...

بِِدفْقةٍ منْ دَمْ

غولٌ وليْلٌ دائمٌ وآهَةٌ تُهشّمُ الضّلوعْ

في"غزّةَ" الحمْراءَ من نَجيعْ

في "غزّةَ" ال قد طلّقتْها  خُضْرةُ السّلامِ والرّبيعْ

 ☆                      

واأسَفي عليك..يا..يا"غزّةَ" الحزینةْ

يا "غزّة" الطّعینةْ

قد تاهَ منْ أقْدامكِ الطّريقُْ

و قَد خَبا في فِجرك البَريقُْ

أواه يا..يَا فجْرَكِ الذّبیحْ

هل سوف تَبْکي مَوْتَك الجِبَالُ...أم ستُشْرقُ الشّموسُ في السُّفُوحْ ؟

طريقُنا يا إخْوتي رَهيبْ..

والشّمْسُ عنْد بابِهِ وشِيكةُ الغرُوب..

والموْتُ مثْل حيّة تزْحَفُ في الدّروبْ..

طريقُنا..طويلْ.. 

والهوْلُ في تِلالهِ يجُولْ

تغمُرهُ سُيُولٌ..منَ الدَّمِ السُّيُولْ

نِجادُهُ وُحُولٌ.. وِهادُهُ وُحُولْ..

و..وِحشَةٌ في ليْلهِ الكئِيبِ لا تزُولْ

فكيْف يا..حُكّامَنا للصّمْتِ تَركُنُونْ..؟

بالهوْنِ والشَّقاءِ للشّعوب تَرتَضُونْ ؟

وتُغمِضُونَ الرّوحَ والضميرَ والقلوب والعُقولَ..  والعُيونْ..؟ 

عنْ قاتِلي شُعُوبِنا ...و نَاهِبي دُرُوبِنا ؟

سَيكتُبُ التاريخُ ذاتَ يوْم انَّ لصًّا غَاشِمًا

قد زرَع الضَرامَ والحِمامَ في رُبُوعنا البَهيّةْ

وأنّكم لم تمْنعوا اللّظَى 

وبِعتُمْ القَضيّةْ

يا إخْوَتي في منْجَمِ الحُروفِ والقوافي

و سِفْر أشْعارِ النّضَالِ في المرابِعِ  العِجافِ 

حرُوفُنا قنابلُ اللّظى والجمْرِ في حُروبِنا

طيرٌ أبابيلٌ على رُؤوسِ سَارقِي دُروبنا

وذابِحِي عُقُولِنا...وماسِخِي قلوبِنا

يا إخْوتي  ..أشْعارُنا أقدارُنا

تُريدُ أن نَكونْ

سفينةً حمْراءَ في عُباب العزِّ  والغضَبْ

تُصَارعُ الرّياحَ والأمْواجَ واللّهَبْ

لا تعرفُ الإحباطَ والنَّصَبْ

تَجُوسُ غَمْرَ اللُّجّةِ المَحمُومةِ الرّعناءْ

لتُوقفَ النّجِيعْ...

وتَصنَعَ الرَّبيعْ

فتَرجِعُ المرابعُ الموْبُوءةُ الحَمْراءْ..

خَضْراءَ منْ جَديدْ

طاهرَةً.. نَقيّةً..عذْراءْ

مِنْ حُمْرة الإرهَابِ والدِّماءْ

ولوْثةِ الصّدِيدْ... 

ألمْ...ألمْ...ألمْ..

الدَّمُ و الصَّدَأ..

الصَّدأُ والدَّمْ..

وكلُّ ما في كوْننا رائحةُ العَدمْ..

غُولٌ وليْلٌ دائمٌ وآهَةُ ألمْ!

مَتى؟ مَتَى ينْتحرُ العدمْ؟

وتنْجِلي الرُّجُمْ

وتُبعثُ العنقاءُ منْ رَمادِها   

وينْتشِي القلَمْ؟

ألمْ..ألمْ..ألمْ

مَعزُوفة الصَّمَمْ


   《سعيدة باش طبجي☆تونس 》

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب