عَـــوْدٌ على بـــدءٍ¹ الشاعر.. الهادي العثماني
عَـــوْدٌ على بـــدءٍ¹
رجـعـتُ إلــيــكِ،
ومن داخل الحزن أعـرُجُ
حتٌـى أتيتكِ أشكو اغترابـي،
توكّأتُ ذات مساء عديمِ النجوم
علـى الصبر عكّازةً للـمسـيـر
قــرأتُ كـتــابــي،
لمَـمْـتُ شـتـاتـي
أبوح لك في اشتعال المواجع
أمـضــغُ قـلـبـي
تـئـنُّ جـراحــي،
وتنبح مثل نباح الكلاب
وقلتُ لـك: هذا دربي ينادي
وهذه بعض خرائط روحي
وتـلـك مـعـالمـي،
تلك شواهدُ بعض البقـايـا
وذلــك بــابــي...
وأشكــو إلـيـكِ
عواصف هذا الزمـان اللّـعيـن
وأشهد أنّــي إليك أعـود ،
وأنتِ انتـسـابــي
أحـثّ على الدرب ركب المطايا
ويمشي ركاب الهـوى فـي ركـابـي
أخاطب فيك الفؤاد الحـنــون
أخـاطب فيك العواطف تحنـو
تـرقُّ لـحــالـــي
فهل تفهمين معانـي الخطـابِ؟
* * *
لــنــا خـيـمـةٌ
فـي ربـوع المنـى نبتنيـهـا
تُقلّع الريح أوتـادها الراسيٌـاتِ
تُـطَـيّـرُها في الفضـاء البعـيـد
وحـيـن أعـــود
سـأبحث عنهـا لأقبع فيها
... وعــــــدتُ.
فلم يبدُ لـي غـيـر بعض الرمـاد،
وتـُلــك الأثــافـي
وصـحــراء قحط المدى يعتريـهـا...
لبستُ حـِـدادي
ورحتُ ألـوك العنـا فـي فؤادي
وتـهـت أهـيـم علـى كـــلّ وادي
وأنتِ الأماني الّتـي أشتهـيـهـا
ويـنـفـد زادي،
وتخْـلَـوْلـِـقُ سُـترةٌ أرتديـهـا
تلاحقني في ظلام اللّـيـالــي
مـلامـحُ طـيـفٍ
وتنتابني عند بدْءِ ارتـحـالــي
مـشـاعـر خـوفٍ
يهدّّد هـذا العـنا باجتيـاحـي
يجـرّد سيف الردى لاغتيالي
...أتيـتُكِ ألـهـثُ قبـل الـزّوال
علـى شفتـيّ اعتـرافٌ صـريــحٌ
لِأُعـلـن أنّـي أحبّكِ جــدًّا،
وأهـــواك جــــدًّا
أجـيـئكِ أعــرجُ
أخــرج من ردهات الكـآبـَـهْ
وأَدرُج نحـــوكِ، أَدرُجُ
أُفـرِجُ عـمّـا كــتـمـتُ
وأنسج بعض معالم شـوقـي
بـخـطِّ الـكـتـابَــهْ
ويلهج مـنّـي اللّـسـان حثـيـثًـا
لتخـضــرَّ فينا المُـنـى والأغـانـي
فأينكِ حين أتـيـه وحــيــدًا
بلـيل المـواسـم، عند ارتحال الطيور
وأينك حين يشبّ الفؤاد بهذا الغرام البدائي؟
وأينك... أينكِ؟ حين تـئـنّ الجراح،
وتنكسـر فـوق صبـري الـرمــاح
وتـصـرخُ بيـن الفـجـاج الريــاح
ويلبسنا بردُ فصلِ الشـتـاء...
الهادي العثماني/ تونس
تعليقات
إرسال تعليق