موشج نفحات أندلسية .. الشاعر..خالد خبازة


 موشج  

نفحات أندلسية   

من الرمل 


حلقي يا نفسً من خلفِ الدجى ... وانثـري العطرَ بظـــلِّ  الغسقِ

و انشري النورَ اذا الليل دجى ... بشعاعٍ ضمَّ عتـــمَ  الأفــــــــق

و املئي المرجَ ربيعـــًا  أرجا ... و اعبري خلف ظــلالِ الألــق

....

كلما الليـلُ على الكــونِ سجى ... أطلــــق العتــمُ سراحَ  القمـــرِ

ومضى يسعى  بآفـــاقِ الدجى ... ليغني  النجــــمُ لحـنَ  السحــرِ

و مــلا النفس بأحلامِ  الرجــا ... وارتقى في الروضِ ليـلُ السمرِ

.... 

شمسُ فجر مالَ و الليـلُ سجى ... و مضت تجــرحُ خــــدَّ الأفــقِ

نسج  االعتمُ   لنـــا .. ما نسجا ...  يتهـــــــادى  بعبيـــرَ الحبــــقِ

و انتشى الروضُ بأنسام الرجا ...  خضبتــــه ..  بدمـــاءِ الشفــق

...

عندمــا الحـبُّ بروحي ومضا  ... أزهرَ الروضُ وغنى النرجسُ

فانجلى الهـــمُّ بقلبي  و مضى ... و تجلت ..  تتهــــــادى الأنفس

و انتشت فينا أضاميمُ الرضــا ... و شدا الروضُ و غنى الغــلس

...

حينما همَّت  بنـا شمسُ المسا  ...  عانـــقَ  البحرَ جبيــنُ الأفـــق

فاذا النجماتُ غارت أو عسى  ...  ترشف الراح  بــكاس الألـــق 

عنـــدها  البـــدر باذني همسا  ...  ومضى .. يلثـــم  خــدَّ  الشفق

...

يا حبيبًا .. أسكرتنا مقلتــــــاه  ... يعصر الصهباء  من وحي اللمى

آه  كم يحلو على القرب رؤاه ... نرشفُ الخمرةً خـــدًا  .. و فمــــا

قال لما لاحَ كالفجـــــرِ ضيــاه  ... ليس في  الحـــبِّ .. لمـاذا ولما

...

سحرتْ عينيَّ فج ـرًا ..عندما ... ذاتُ دلِّ.. غار منها الخــيزرانْ

عطفت كفايَ خصــرًا ـ مثلمـا  ...حركت ريحُ الصبا أغصانَ بانْ

أسكرتنا العينُ .. قلنــــا ربما  ... عرفت عيناهُ أســــرارَ الدنـــان

...

و ردةٌ تزهـو بروضِ الوجـنتَينْ  ... ضاحكنها بعــضُ أزهـارِ الأقاحْ

و جنى من خـــدِّها  تفاحتَيــــن  ... فامــتلا الروضُ بأنـداءِ  الصبـاحْ

وارتمي النحـلُ فمصَّ الشفتـين  ... وجنى المعسولَ ..من خمـرٍ وراح

...

في لقاءٍ غاب عن عينِي المغيبْ ... ألثمُ الأزهــــــــارَ ملءَ الوجنتيـــنْ

لا نرى فيه عذولا ، أو رقيـــب  ... غير نجماتٍ ..  و بـــدرٍ من لجيـن

و شربنا نخــــبَ أجفانِ الحبيب   ... من ثغورٍ .. ملءَ كاساتٍ .. وعين

...

قدُّه  قد مال مــن حسنِ التثـني  ... و قوامٌ ..فــارعُ الطــولٍ .. استقامـا

قد رشفنا الراحَ  من ثغرٍ ودِنِّ   ...  و شفاهٍ ..  تملأ الـــروحَ ابتسامــا

غارمني وهو من بعضي ومني ...   وأنـــا .. قد ملَّ أحشائي السقــاما

...

كم لثمنا الثغــرَ أزهارًا وراح  ...  من حبيبٍ .. بين منــعٍ   واحتباسْ

و رشفنا الراحَ من ثغرِالصباح ...  عاطـــرَ الأنفاس .. من وردٍ وآس

و اختلسنا العطر من زهر الأقاح ... فالهوى يحلو  استراقًا  واختلاس

...

في ليــــــالٍ .. بسمَ  السعدُ لنا  ... أخذتنـــــــا نشـوةُ الراحِ .. فمـــــا

و قضينـــــا ساعةً  ملءَ الهنا  ... فبلغنــــا في لقانـــــا الأنجمـــــــــا

و سعى الواشي على ظلـمٍ بنا  ...  أيها الــواشي بنـــا .. ما أظلما ؟!

....


خالد ع . خبازة 

اللاذقية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب