غيثٌ هَمى.. الشاعر...حسين جبارة


 غيثٌ هَمى

مَطَرٌ تنزَّلَ في الرِّحابِ وفي المجالْ

يا نعمةً تُروي الحقولَ كما الكرومِ كذا الدِّغالْ

سالت حياةً

في قناةِ محبَّةٍ

تَهدي الثُّلوجُ تذوبُ منْ قمم الجبالْ

مطَرٌ تدفَّقَ

من سفوحِ الصَّخرِ من عينِ الفراتِ منابعًا

عادَ الحيا عذبًا لنا

للظّامئينَ هو النَّوالُ هو الحلالْ

في الشَّرقِ أو في الغربِ جالوا

في الجنوبِ أوِ الشَّمالْ

كلٌّ تمتَّعَ بانهمارِ غمامةٍ

قَبِلَ النَّصيبَ بديمةٍ

للشَّمسِ غنّى والهلالْ

بالعدلِ أرضى الغيثُ حاجةَ سائلٍ

مسحَ الوجوهَ لِمَن تنادى بالسَّلامِ وبالوصالْ

صارَ الوضوءَ لعابدٍ متعبِّدٍ

وبهِ تطهُّرُ ناشئٍ متعمِّدٍ

أعلى المياهَ لواردٍ

الوردَ كانَ أوِ اليمامةَ والغزالْ

في ليلةٍ ظلماءَ وقواقٌ أتى

واحتلَّ أعشاشَ الشَّرى

فيها يَبِيضُ ويحتمي

يُجلي الكبارَ معَ العيالْ

مَنَعَ السُّيولَ من انسيابٍ دافقٍ

حرمَ الأهالي من سحابٍ صيِّبٍ

والرَّيُّ أضحى المستحيلَ فلا يُنال

مطرٌ تساقط في البلادِ لعوسقٍ

منحَ الوفيرَ لنفسهِ

منعَ القليلَ عن المقيمِ بأرضهِ

أبقاهُ رهنَ البعلِ لا يُروي الأنامَ ولا الغلالْ

باتَ الشَّريكَ لغيمةٍ ليست لَهُ

لمّا همتْ قطراتُها صدَّ القُرى عن جمعها

أخلى الثِّمارَ من السِّلالْ

في السِّجنِ زجَّ مناهضًا

للغيرِ صدَّرَ محنةً

فرضَ الوبالَ على النِّكالْ

ما هدَّ حَيْلَ الظّامئينَ تعسُّفٌ

بالعزمِ جادوا

بالوفاءِ تسلَّحوا

عشقوا الحجارةَ والنِّضالْ

بالجوعِ قادوا هبًّةً ومسيرةً

نشدوا السِّقايةَ والرِّفادةَ منهجًا

فكّوا المُقيّدَ بالعقالْ

رَدّوا الغزاةَ بلطمهم وبدفعهمْ

باللَّكمِ قبلَ الرَّكلِ بعدَ الكفِّ تصفعُ بالنِّعالْ

حسين جبارة                                                      كانون الأوَّل 2017


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب