شعر التفعيلة..بقلمي / د. سعد محمود الجنابي


 شعر التفعيلة

من الفنون المحدثة للشعر وفيه يلتزم الشاعر بحرا محددا بتفعيلته (أو تفعيلاته)، لكن يحق له أن يتصرف في عدد التفعيلات في البيت(أو الشطر) الواحد زيادة أو نقصانا، كما يحق له تعدد القوافي في القصيدة، وإليكم الآن إحدى قصائدي في هذا الفن، والقصيدة ملتزمة تفعيلة بحر الرمل وهي (فَاْعِلَاْتُنْ)

= = = = = مليون فارس = = = = =

وقديماً ذكروا أنَّ عدواً

بارعاً في عملِ الشرِّ، وفي دسِّ الدسائس

جاءَ كي يغزو بلاداً

مُلأتْ أرجاؤها نبتاً وماءً وثماراً وسراخسْ

خرجَ الحاكمُ للشعبِ (الذي يرجو لهُ التوفيقَ) في أبهى الملابسْ

راكباً فوقَ جوادٍ،

خائضاً بينَ صفوفٍ أطبقتْ مِن حولِهِ مِن دونِ حارسْ

رفعَ الحاكمُ فوقَ الرأسِ سيفاً قائلاً للشعبِ: أبنااااااااائي الأشاوسْ

مَن لهذا السيفِ ؟؟؟

يأتينا نسمِّيهِ أميراً للفوارسْ

عندها أطبقَ صمتٌ

حيثُ لم ينبسْ ببنتِ مِن بناتِ الفمِ نابسْ

فأدارَ الحاكمُ الطرفَ إلى الشعبِ (وفي النفسِ رجاءٌ) وهو يائسْ

فتراءى خلفَهمْ مِن حيثُ لا يُبصّرُ مِن بُعدٍ

وكانَ الصوتُ طامسْ

قامَ فيهِمْ ناشئٌ مِن بينِ أحياءٍ كأطلالٍ دوارسْ

: أنا يا مولايَ مَن جاءَ لحملِ السيفِ كي يقضي على كلِّ الهواجسْ

: أنا يا مولايَ مَن جاءَ ليجتثَّ مِن الصدرِ الوساوسْ

: أنا يا مولايَ من جاءَ ليحيا الناسُ والرأسُ عليَّاً غيرَ ناكسْ

: أنا يا مولايَ مَن جاءَ لكي يقضي على الغربانِ

كي تسمو إلى الجوِّ النوارسْ

فأجابَ الحاكمُ المبهورُ في شأن الفتى (والصوتُ هامسْ) :

: أنتَ؟! أنتْ؟ّ!......

وبهذا الشعبِ ما يربو على المليونِ فارسْ !!!!!

بقلمي / د. سعد محمود الجنابي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب