التراث ومحفظة التاريخ.. الشاعر..د عبد الحميد ديوان


 وجهة نظر


    التراث ومحفظة التاريخ


يبدو أن محفظة التاريخ قد تحطمت أقفالها في هذا العصر،وتناثرت منها مخطوطات العصور القديمة..وكأن هذا العصر مكتوب عليه أن يدوًن على جبهته القرون الحضارية العربية القديمة دون الالتفات إلى عصرنا الحالي.

ولو سألني سائل ماالذي يدعوك إلى مثل هذا القول،وكيف تتجنًى على عصرٍ باكمله من خلال رؤية لك قد تكون ناقصة.

فأجيب وكلي أمل أن تكون إجابتي خاطئة .

إن العصور تُذكر بمآثرها وإنتاجها،أدبيأ كان أم علميأ.

فمن الناحية العلمية ستكون إجابتي خاطئة لأنني لا املك ناصية العلم لاقدر شيئا منه،أما في الأدب فهذا مجالي.

وفي كل الأحوال الأمر متروك لتقديركم أيضاً.

ومع ذلك فلن أطلق حكمأ جازمأ في هذا الأمر،بل سأتركه لكم كي يدلي كل واحد منكم برأيه لعلنا نصل إلى حكم عادل على ما نحن فيه.

وعندما أطلق حكمي على عصرنا فإنني لا أقصد بذلك النصف الأول من هذا العصر.فقد ظهر في النصف الأول من القرن العشرين.مجموعة من الأعلام في الأدب والتاريخ انتجوا لنا جملة من الأعمال الابداعية والتي سجلها لنا التاريخ في صفحاته ناصعة بيضاء يتباهى بها وبمبدعيها التاريخ نفسه.

ونحن لاتحتاج إلى ذكر اسماء أعلام تلك المرحلة فهم اشهر من أن نذكًر بهم من أمثال طه حسين وأحمد شوقي وعباس محمود العقاد والرافعي وغيرهم ممن تركوا لناأعمالا قد نحتاج إلى جهود مضاعفة للًحاق بركبهم.

وماذا بعد...السؤال الذي يشغل فكرنا..هل استطعنا أن نتابع مسيرتهم،أم أن عجلة الأدب قد كُسرت وانصرف الركب عنها.

كل الذي أعلمه حتى الآن أننا وفي زمن ليس بالبعيد بالنسبة للأمة قدأوقعنا أنفسنا في مصيدة التاريخ..فنثرنا متحفه ودخلنا غرفته المظلمة,. ودفنًا أنفسنا بين أكوام الأوراق الصفراء،وأصبحنالانهتم إلا بابن الرومي مثلا أكثر مما اهتم به أبناء عصره،بلاننا نجد أنفسنا مناصرين له كثيرا ونريد أن نأخذ له حقه ممن ظلمه ونعيد له المكانة التي يستحقها في نظرنا.

واصبحت المخطوطات في هذا العصر تشغل كل الدارسين،وأصبح الماضي حاضراً بفضل متأدبينا.

قد تجدون أن ماأقوله يعتبر هجوماً على التراث،ودعوة الماضي بكل مافيه..ولكني في حديثي هذالا أقصد ،فأنا مع الفكرة التي تقول فلنخرج مع كل كتاب من التراث خمسة كتب تحكي عن أدبنا المعاصر وما فيه من إبداع وسبل تطويره أيضا.

لماذا تركنا أدباء أعلام معاصرين من أمثال ابي القاسم الشابي وإبراهيم طوقان وشفيق جبري والزركلي وغيرهم كثروالتفتنا إلى الماضي فقط ألا يستحق منا أمثال هؤلاء الأعلام التفاتة ولو بسيطة لدرس ادبهم وتقديمه للقرًاء،ألا تجدون أنني محق فيما أقول.اترك لكم الحكم في ذلك


د عبد الحميد ديوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب