/// أعاصيرُ السُّكونِ .. شعر : مصطفى الحاج حسين



 /// أعاصيرُ السُّكونِ .. 


                شعر : مصطفى الحاج حسين. 


عندَ منعطفِ عٌمُري

وقفتُ أترصَّدُ ظلِّي

أمسكتُ برعشتي

أشبعتُ تطلُّعاتي ضرباً

أدميتُ دمي

سَحَلْتُ دمعتي

وسدَّدتُ ضربةً قاصمةً

على قامتي

صَرخَتْ يدي

تألَّمتْ رغباتي

أوشكتْ دمعتي أنْ تدقّّ عُنُقي

المكانُ أضيقُ منْ أن يسَعَ الظّلمةَ

الزّمانُ يتوخَّى أصابعي

إنِّي أنتقِمُ من سخريَّةِ عذاباتي

بترتُ ذكورةَ الخجلِ

قطَّعتُ إرباً جسدَ الذّكرياتِ

سأنجو منْ نيرانِ قصيدتي

سأفتحُ البابَ ليهربَ انتظاري

أنا ما بنيتُ انكساراتي

ما سقيتُ السّحابَ عطشَ السّرابِ

ما رضعتُ غبارَ النَّدى

سألتمُّ حول تفسُّخي

وأجمعُ عبقَ الخسرانِ

وأراهنُ خُطُواتي

على 

تزلُّقِ الصّحراءِ

إلى جوفِ النِّهايةِ

البدايةُ كانت صرخةَ إغتصابٍ

تسامقتْ في وديانٍ بعثرتني

وقفتُ على جذعِ السُّقوطِ

كانت الهاويةُ تصبو إلى نهوضي

أدركتُ الآن أنّني على هذا الكوكبِ

لوحدي

ووحدي أقاتلُ تاريخاً من الموتِ

جيوشاً من النّكباتِ

أعاصيراً من السُّكونِ .


                   مصطفى الحاج حسين .

                           إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب