عابر سبيل (خيبات لا تحصى) بقلم الشاعر..رعد الامارة


 عابر سبيل (خيبات لا تحصى) 


١ (فات الأوان) 


لم يعد لديَّ هدف كبير في هذه الحياة، النظرات البراّقة أصابها عطب العتمة، والظهر الذي كان قويا لم يعد قادرا على حمل لحظات البهجة، أسير بخط متعرج، أطلق ألف تنهيدة وأنا اتعلّق بحافة باب الحافلة، لم أعد شابا تعبث الريح بشعري، وددتُ فقط أن يعرف أحدهم ذلك!. 


٢ (سيدة الدهشة) 


دعوت لربي كثيرا بأن تبقى السماء ملبدة بالغيوم، لا أدري، قد يكون السبب لأنه كان أول موعد حقيقي لي مع امرأة ادعوها سيدة الدهشة! البنت هذه وضعت أصبعا كبيرا على كل أوجاعي، لم تسمح للألم بأن يمكث ولو لبرهة في داخلي، البنت هذه يا سادة كانت فريدة ومتفردة، كان بودي لو شيّدتُ لها نصباً ما، مع ذلك فقد فعلت، لكن في قلبي!.


٣( أخيرا) 


قلت لها دعينا نرقص، لقد طلبتُ منها ذلك مرارا وتكرارا، لكنها كانت تتنهد كما في كل مرة، بعدها وفي واحدة من توسلاتي الكبيرة رضَختْ للأمر، أزالت شارة الحداد عن صورتي ثم همَستْ بصوتٍ ميت وهي تنشر ذراعيها مثل بجعة :

_تعال لنرقص، يا حبيب العمر.


٤ (من حال إلى حال) 


المرأة التي وقعتُ في غرامها، تلك التي ظننت أن الزمن سيتوقف عندها، صدمتني، قالت وهي تقلب فنجان الدهشة في وجهي :

_علينا أن نفترق. لم تطرف لها عين وهي تقول ذلك، ظننت وأنا أسمع عبارتها بأنها تمزح في البداية، لكن حين جذَبتْ حقيبتها واودعتها كتفها الذي لطالما أحطته بذراعي، حينها صدقت الأمر، لم أسألها عن السبب، كنت أعرف، لقد مضت سنين عديدة منذ وعدتها بالزواج،لكني لم أفعل، كنت وما زلت فقيرا، وسأبقى!.


٥ (شاهد) 


أنا افتقدها بشدة، وددت فقط أن تعرفوا ذلك، حبيبتي الحلوة مثل قطعة كبيرة من السكر كانت تملأ كل حياتي، الآن وقد مضى ما مضى، لم يعد من باقي الكلام إلا مرارته، كانت سيدة وجودي تقول ما أن نلتقي :

_فديت، طالع حلو اليوم حبيبي. ياه، تقولها بل تهمس بها بعذوبة عراقية فاتنة، تكررها في كل موعد وتؤكد على مخارج الحروف حين تنطق بها، الآن وقد ماتت، أشعر بخواء عجيب في أعماقي، ليس ثمة من سيقول :

_طالع حلو اليوم. شاهد قبرها الذي تحيط به الزهور وتظلله يؤكد ذلك!. 


بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب