همسات الأمس للصبح الجديد... بقلم الشاعر...عماد حكيم


 همسات الأمس للصبح الجديد

               هي

لست أدري كيف أسطيع الوصول

هكذا ياأملي المرجوّ يامختفيا خلف السرابْ

أنت دوما هكذا تبغي ضياعي

لست أنسى ذلك اليوم الذي مر سريعا

وانطوى كالحلم في عين الضبابْ

يوم كنا وجبين البدر مصباح إلهي منيرٌ 

منذ آلاف العهودْ

يوم قدّمت الأماني والوعودْ

يوم أعلنت الهوى أنشودة خضراء ملأى بالمعاني

عزفت ألحانها تلك النسيمات الرقيقةْ

فوق أوتار البيان

يوم باح الصدربالسر الذي أغفى فناديت اسمعيني

واسمعي دقات قلبي 

نابضات بالحنين

واعذريني إن رحلت اليوم عن دنياك لكنْ

ربما ألقاك من حين لحين

وافترقنا وجبين البدر مازال منيرا

قلت في نفسي لعل الصبح يأتيني بشيرا

آه لكن لن يعود الصبح ياصبحي فلِمْ أبقى ولم تُبق علَيّا

أيها الراحل عن دنياي 

عد يوما إليّا

عد فما أبقت لي الأيام شيّا

عد فقد أنهكني طول الغيابْ

أيها المحجوب عن عينيّ تكفيني الدموعْ

 كلما ذكراك طافت في خيالي 

هتف القلب ونادتك الضلوعْ

وأنيرت في ظلام الليل 

آلاف الشموعْ

واعترتني مثلما تعرو المصلي 

في صلاة الروح رعشات الخشوعْ

آه ياسارق قلبي

لك قلبي لك حبي 

بك إيماني وذنبي

لك ما شئت ولكن 

دع ليَ الأحلام إذ لم يبق لي شيء سواها

أيها الغائب في الأمس البعيدِ

هل ترانا نلتقي من بعد ذوب الروح في دنيا الخلودِ؟

لا فهذا مستحيل 

لن يذوب الأمس في الصبح الجديدِ

آه من هجرك أضناني وروّاني الشقاء

كم بكت عيناي حتى 

أطفأ الدمع ثريات الضياءْ

كنت لي بالأمس خلدا قد تولى 

لم أكن أدرك أنّ الخلد يفنيه الفناءْ

فلماذا أبتغي العيش 

وما نفع البقاء

أيهذا لاتعد ماعاد يعنيني الإيابْ

آه ما أعذبه موتا ففي الموت خلود 

ربما أحيا به من بعد ما عانيت من دنيا العذابْ.

             هو

ضاق صدري واعترت نفسي الهمومْ

وخبتْ في ذلك الليل النجومْ

وكذا البدر تراءى شاحبا خلف الغيومْ

أي ليل مثل ليلي آه ياليلى يدومْ؟

لم أعد أسمع في ليلي سوى عزف الرياحْ

فوق عود الصمت لحنا 

من أنين أونواحْ

حاملا بين ثناياه نداءات الجراحْ

لم يعد عنديَ فرق 

بين وجه الليل أو وجه الصباحْ.

نحن ياليلى دمى تلهوبنا الأيام حينا 

ثم ترمينا إلى حيث تشاءْ

ربما تقذفنا في بحر حزن

عصفتْ فيه أعاصير الشقاءْ

أوبصحراء ترامت 

خلف خط العمر لا ظلٌّ بها يجري وماءْ

سوف نمحى من كتاب العمر لكنْ

لن تموت اليوم في دنيا الهوى حاء وباءْ

آه من لومك ليلى

زاد في قلبي عذابا

كلما رمت ابتعادا 

زادني البعد اقترابا

قد كفاني أن نور الشمس 

عن عينيّ غابا

أي نعمى أرتجيها بعدما 

جنتي أضحت يبابا

لاتظني ذات يوم أنني أنسى الوعودْ

حين كان البدر في معبده يتلو تراتيل الهجودْ

والنجوم الزهر تدعو بركوع وسجودْ

وكلانا في صلاة الليل روح

قد سرى يبحث عن دنيا الخلودْ

لست أنسى يوم طافت 

في سماء العمر أطياف الوداعْ

وتعاهدنا على أن نلتقي روحاوذبْنا 

حول طيات الشعاعْ

وافترقنا وبقايا أغنيات 

رفرفت سكرى على عود الضياعْ.

بقلمي #الشاعرعمادحكيم .الشيخ بحر .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب