لغتنا الجميلة ... بقلم الشاعر... خالد خبازة


 لغتنا الجميلة 

في العروض و القافية 

البحث الخامس ..  لم ينشر من قبل

الاقعاد و التخميع 

كنا تحدثنا  في البحوث الأربعة الماضية  عن القافية و تسميتها و أنواعها  و بأي حرف تبدا و كيف تنتهي ي في البيت الشعري 

و تكملة لموضوع القافية نبحث اليوم في :

الاقعــــاد : 

و هو الدخول   في العروض من غير تقفية و لا تصريع  .. يوهم السامع بأن الشاعر يأتي بالنصف الثاني موافقا للنصف الأول .. و لكنه يأتي به بخلاف ذلك .

كقول النابغة :

جزى الله عبسا .. عبس أل بغيض      جزاء الكلاب العاويات .. و قد فعل

فيظن سامع النصف الأول لأول وهلة ..أن الشاعر سيأتي بالبيت مصرعا.. فيأتي في ضربه كما في عروضه  .. فاذا به يأتي به مقيدا .. فعروض البيت على وزن فعولن .. و هذا لا يكون في الطويل .. الا أن يكون مصرعا .

و الضرب مفاعلن .. لا يكون الا في ثاني الطويل .

 و أما التخميـــــع :

فهو أن يخلي الشاعر عروض البيت من التصريع و التقفية .. و يدرج الكلام ، فيكون وقوفه على القافية . و قد استعمل ذلك العرب قدماؤهم و المحدثون .

قال الشنفرى :

أقيموا بني أمي صدور مطيكم        قاني الى قوم ســـــواكم لأميــل

و قال متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك

لعمري و ما دهري بتأبين مالك      و لا جزعا مما أصاب فأوجعـــا

و هذا كثير جدا . و سمي تخميعا ، مأخوذا من الخماع ، الذي هو العرج 

و قد أجاز بعضعم الوقوف في نصف البيت على الحرف المشدد بالتخفيف . و ان لم يكن فيه تصريع .. اقتداء على الوقوف على المشدد في القافية .. لأن الأنصاف تحمل ما تحتمله الأواخر 

و مثال هذا قول القائل :

ان فعل الخير أحرى و أسدْ      و على الانسان اصلاح العمل

و هو ضرورة قبيحة .

و سنكمل  باقي موضوع القافية  ان شاء الله في بحوث قادمة .

..................

خالد ع  . خبازة

اللاذقية / سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب