لغتنا الجميلة... بقلم الشاعر...خالد خبازة


 لغتنا الجميلة


لبحث الرابع 

في العروض و القافية 

التقفية .. و التصريع 

اعلم أن  القافية موضعان : 

أحدهما يستعمل على الاستحباب ..  و آخر يستعمل على سبيل اللزوم 

 * فالذي يستحب فيه .. عروض البيت 

 * و الذي يلزم به .. ضربه

 * و التقفـــــــية : 

أن يأتي الشاعر في عروض البيت بما يلزمه في ضربه .. من غير أن يرد العروض الى صيغة الضرب .. 

مثال ذلك في ثاني الطويل :

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل     بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فالتقفية .. ايتاؤه في قافية النصف بحرف اللام التي هي الروي .. و الياء ( في الكسرة ) التي هي الوصل .. و هذان الحرفان هما اللذان لزماه في القافية .

و مثله قول النابغة من البسيط :

يا دار مية بالعلياء فالسند      أقوت و طال عليها سالف الأمد 

فنصف البيت آخره فعلن .. و أخر البيت فعلن أيضا بكسر العين . فالتزم في النصف .. بالدال و الياء اللذين لزماه في الآخر .

* أما التــــــصريع ..

فهي أن يغير صيغة العروض .. فيجعلها مثل صيغة الضرب .. و يستصحب اللوازم في الموضعين .

مثال ذلك .. قول الشاعر في أول الطويل :

ألا انعم صباحا أيها الطلل البالي    و هل ينعمن من كان في العصر الخالي

جعل نصف البيت الأول مفاعلين .. كما في آخر البيت بسبب التصريع .. و لولا ذلك لكان في النصف الآول .. مفاعلن .. مقبوضا 

ألم تره يقول في هذه القصيدة :

و لو أنني اسعى لأدنى معيشة ...    كفاني .. و لم أطلب قليلا من المال

فوزن .. معيشة .. مفاعلن .. و ليس مفاعيلن .. ثم أتى بتصريع بعد البيت الأول فقال :

ألا انني بالٍ .. على جمل بالِ        يقود بنا بالٍ .. و يتبــعنا بالِ

فأتى بالعروض مفاعيلن .. ومثله قول جرير :

بان الخليط ولو طوعت ما بانا      و قطعوا من حبال الوصل أقرانا

فأتى بالقطع في النصف الأول ..كما أتى به في النصف الأخر . و هو أن يعود فاعلن الى فعلن ساكنة العين . 

و لولا التصريع لأتت العروض مخبونة كقوله :

يا أم عمرو جزاك الله مغــفرة       ردي علي فؤادي مثلما كانا

فقوله ..مغفرة .. و هذا قد استعمله القدماء و المحدثين .

و قد أكثر العرب من التقفية و التصريع في غير البيت الأول .. ولا يعتبر عيبا .. بل هو دليل على البلاغة و الاقتدار على الصنعة .. ويستحب أن يكون ذلك عند الخروج من قصة الى أخرى .. أو من موضوع الى آخر . 

و التصريع مأخوذ من مصراعي الباب .. و في ذلك مصراعا النهار و هما .. الغداة و العشي . و انما حسن هذا في استفتاح الشعر ، لأن البيت الأول ، بمثابة باب القصيدة الذي يستفتح به .

سنتابع ان شاء الله  مات بتعلق بالقافية في أبحاث لاحقة 

...............

خالد ع . خبازة

اللاذقية / سوريا 

المراجع .. عدد من كتب التراث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب