للفائدة...بقلم الشاعر...خالد خبازة


 للفائدة

 موضوع  يستحق البحث فيه للنقاش  

هل ألف الضمير في  " أنا " يجب حذفها حتما و دائما في الشعر العربي 

و أن وجودها و ان كان البيت موزونا تعتبر خللا عروضيا ؟

اتصل بي صديق على الخاص سائلا  : 

هل حقا أن حرف الألف في لفظة  " أنا " يجب حذفه في الشعر في جميع الأحوال .. و أن وجوده في بيت من الشعر يجعل البيت مختلا عروضيا ...

فضحكت 

و قلت :

متى كان في اللغة العربية أحرف تكتب و لا تلفظ ؟!

يا صديقي .. اللغة العربية هي غيرها في باقي  لغات العالم . فلا يوجد في اللغة العربية حرف واحد يكتب .. و لا يلفظ . أو لا يقرأ 

و اذا كانت الألف في لفظة " أنا " هي من اصل الكلمة .. فكيف يحق لنا أن نلغيها قراءة أو كتابة أو لفظا ؟!

و هذه الألف يمكن خطفها.. كما يسميه البعض " الخطف " .. و هي تسمية  أعجبتني .. فقط في حالتين اثنتين .. 

الأولى .. في حال التقاء الساكنين .. و هذا يكون في الشعر كما في النثر .

و الحالة الثانية : في الشعر فقط .. عندما يحتاج الشاعر الى التخلي عنها للضرورة .. 

أقول الضرورة .. و هي استثناء .. 

و الاستثناء .. لا يقاس عليه 

اذ كيف يحق لنا أن نلغي حرفا هو من اصل الكلمة ؟ وهذا ما لم يفعله كبار الشعراء .. لا قديما .. و لا حديثا .. الا في حالات الضرورة كما ذكرت .

و الضرورة كما قلنا .. استثناء .. و الاستثناء لا يمكن القياس عليه .

و استدركت قائلا ..

ان من قال بالخطف .. ربما كان قد استند الى العديد من الشعراء ممن اضطرته الضرورة الى الخطف .. و لكن لم يحدث هذا الا من أجل الوزن فقط .. و هذا لا يعني الغاء الألف حيثما كانت في البيت الشعري .

فاذا كان الوزن العروضي  يسمح بوجود هذه الألف في " أنا " .. فاننا باستعمالنا لها .. نكون  قد أخذنا بالأصل .. و ليس بالاستثناء .. 

و من يقول بغير ذلك يكون على خطا غير مقصود .

و اذا كان أجدادنا من الشعراء.. قد سمحوا في اشعارهم بصرف الممنوع للضرورة  .. لأنه الأصل .. اي أن اصل الأسماء الصرف .. الا أنهم استقبحوا منع المصروف لأنه على خلاف الأصل .. فكيف يسمح البعض بالغاء حرف هو من أصل الكلمة .. و كانه لم يكن ؟!

و هناك من الشواهد في الشعر العربي على هذه الالف و استعمالها في حال سماح الوزن بذلك الكثير .. و هو الأصل كما ذكر .

و أوثق ما جاء في منشوري هذا ببعض من الشعر قديمه . و حديثه

 

 

أبو نواس

ما لي على الحب عتب ... أنا وقعت بذنبي

أبو نواس

فاني مضمر أمرا ... أنا منه على خطر

أبو نواس

قال بلى كل الذي قلته .. أنا به المشهور بين العباد

أحمد شوقي ..السريع

فقمت اليهم قلت أحملها ... انا فعندي لمثلها عدد

ابو نواس .. المنسرح

ما لي على الحب عتب ... أنا وقعت بذنبي

أبو نواس

أنا و الله أصلح للمعالي ,.. و أعطي قبلتي من يشتهيها

ولادة بنت المستكفي

أنا جميل في السنام من معد ... في الذروة العلياء و الركن الأشد

جميل بن معمر

أنا بباب القصر بي بعض ما ... اطلب من قصرهم اذ رمى

عمر بن أبي ربيعة

ما أنا و الحب قد ابلغني ... كان هذا بقضاء و قدر

عمر بن أبي ربيعة

أنا دمعي يفيض و انت باكٍ ... بلا دمع فذاك بكاء سالي

عنترة بن شداد.. الوافر

اني أنا عنترة الهجين ... فج الأتان قد علا الأنين

عنترة بن شداد

أنا أمير الكلام لا كذبا ... اصدع بالفخر غير فياش

ابن الرومي .. المنسرح

ان كنت أرضى ما أنا فيه ... فدع أقاصي ما اقاسيه

ابن الوردي .. السريع

يقول بدر طالع ... في ليل شعر حالك

أنا امامي مالك ... فقلت أنت مالكي

ابن الوردي

أنا و اياكم فرعان من كرم ... قد بوركا و زكا الأثمار و الورق

ابن هانئ الأندلسي

روح أنا مسحورة في عالم ... فوق الزمان الزاخر الدوام

أبو القاسم الشابي

على الحياة أنا أبكي لشقوتها ... فمن اذا مت يبكيني و يبكيها

أبو القاسم الشابي

غرد فأيامي أنا ... تبكي على ايقاع نايك

أبو القاسم الشابي

فاذا أنا في نشوة شعرية ... فياة بالوحي و الالهام

أبو القاسم الشابي

فاذا أنا ما زلت طفلا مولعا ... يتعقب الأضواء بالألوان

أبو القاسم الشابي .. الكامل

و هذا غيض من فيض

أردت فقط توضيح الأمر للفائدة .ز و النقاش لمن أحب 

تحياتي و تقديري 

....

خالد ع . خبازة 

اللاذقية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب