ابحث عن ميلاد بلد ...بقلم ... المفرجي الحسيني


 ابـــحث عـن مـــيلاد بــلد

-------------------------------

ألعن حاضري، من منفى لمنفى ،بلدي منفى بين طيات الليل، أتقلب

عيوني ترقب، حشود البؤس عراة تهزئ من تاريخ، كله كذب ودجل

تعيش الليل في الليل، ظلالها أغبر، معذب، بلدي أغفت عيناها الحزينة

اغانٍ صامتة عارية، تتوارى من الخجل، ضحكنا من الخجل سرنا في ظلمة الليل، في دجى الصحراء هزنا صوت ،المصير، والوهم ملء انفسنا والمأساة نختر العقيم، نفتش عن زمن جديد في دروب الاحلام، في ازمنة الموت في ظلمة بلا نور، في الضلوع غير الموت، يسري ويحبو الالم

يا بلدي لك نبي جديد من المنفى يأتي ويجتاز الحصون، لك الله يا بلدي والنبي الجديد.. كل ليلة أحلم بالموت، أبحث عن جواب، ألعن في الغربة من قتلني أتجول في شوارع كئيبة، مكتئبة، أطفئ قنديل الرجاء صحرائي سوداء صُرعتُ في هجري، دُققتُ كمسمار في نعش للابد، زَحفت على رمال الصحراء جريح انزف دما، لا عون الكل ذُبحوا، بسيف القتيل

أضعنا شمسا، قضية مصلوبة في زمن الحمى، بعنا الموت، لاندفن، فقد الدفان يده ،سقطنا، سقطت حضارتنا عدت، اي لغة مقهورة قرى، مدن فارغة ينهشها الحزن، يغسلها احزان مستقبلنا، بلد احزاننا أبحث عن قضيتي

المصلوبة في مداخل الصحراء، في ازقة القرى الوجوه صمت، حالمة

تقبع في البيوت، ثملة بالأكاذيب امجاد، وهم ،على الاختلاف متحدين لأننا موتا نحمل الصخور، هموم مضطهدين وجوه زرقاء، اصواتنا آلام وجوه بلا مرآة، تبحث عن وجهها، القديم سفينة اغرقها، الساحل جيش لا يعبر الظلام، مغتربون يا بلدي، فيك وخارجك مستقبلنا يرفعه اللصوص، صوتنا مستحيل يعبر الحدود، دسنا على مستقبلنا لا ماضٍ ولا حاضر لا اجداد ولا اباء، مُرغنا في دم المنفى، ودهاليز السجون ما رأيت بلدي، لا في السماء ولافي الارض، أتسكع في كل القرى، والازقة ابحث عن ميلاد جديد. الازقة، الاكواخ، تهتز، ترتجف اعترافات بالعار، حياة هباء صحراء، اثار جمال، ذئاب، احزان، نقاط دم على رمال الصحراء، يابسات جروح مودمات، تقيح بعضها، اسراب نوق، جحافل، تبحث عن هدف صامتون، ساكتون، جائعون تائهون في البرية، تبحث عن بصيص، دليل في تاريخ اسود، ظلام يا لها من قافلة، تطوي الفيافي، الديار عن الهٍ صنم، دفنوه قدموا، لكأنه، القتلة النذور ابنائهم في القرية، مشردون، في عيونهم الظلال، تضيء، تشربها الليالي فوق الدم المراق يتجولون، مَن، مِن متى، يضيء في الصحراء ويهب واحة، ينبع منها الماء لحفاة عراة، حفنة من رجال جمال، منهكة صوت بلا صدى اطلقه الاموات يا بلدي المصلوب،

فوق برك الدماء من يمنح الخبز لا طفالك؟ من يهطل المطر؟

لتينع ارضك الجدباء يا بلدي الميت، ما مصيرنا ابنائك الثكلى بك،

محكومون بالموت مرتجفون، صفر الوجوه اشتروا الصمت سفننا انتزعوا منها الشراع لا معركة بعدُ مرافئنا يتوهج فيها الموت البحر عميق، واسع

لياليه حالكة السواد دمت يا بلدي، بيد من قتلوك.. في الدهاليز ابحث عن مساء، كابوس، بلاء، ليلة باردة وجه بدون ملامح تُغلق ساحة العالم، يُدنس هواءه بحثت في الماء عن مساء، أخفقت لا شيء جدير بالبحث، ينه خنجر نابت في مقلتي حلمنا معتقل، عاد مقتولا حشود تعدو قمرهم ازرق وجوه لا تغيب، عليها خوف خناجر في الضلوع سقطت ظلالهم، فوق ماضي القتلة للفقراء بلد، يولد وينمو في كل وكان احتشدت الجموع في الدهاليز

واقفة في الظلمة، تتحرى لحظة بَسمة من العالم حاورنا زمن الانهيار ظل السقوط منحنا فقرائنا، وجه النبوة اعلنوا رفضهم وثنيون في قرى قاحلة

مداخن موتى زمن ضائع على جرف النهر اتصيد نزوة، في سوق النخاسة

العصر الاسود بلدي يا دثار افكاري، من لي الا انت تتدلى شمسك من شجرة الزمن.. في بلادي يرجم الانبياء لا صوت للريح صديق واحد فقط، انا الانبياء والفقراء يموتون من اجل جلودهم، المتغضنة رجل اللحظة اضيء لحظة المشنقة استعيد طقوسي سمائي فرحة تمطر فتشت في الاقبية، عن رجل مثلي يتكئ على جدار مات منذ بعيد دفنوه هاجروا

بين كل الوجوه، ارفع وجهي ابحث عن سوط الهب الزمن الموطؤ تحقده المرارة والكلاب تنبح، في مدن مهجورة دون حياء تولد، بالعناء جُنّت بلدي لم اتقن العنف ضربوني حتى، الصمت في شوارع السعادة يتفرجون على جرائمهم بدون منافس أقاتل وجهي ازلي صوتي هادئ يسقط الليل على رأسي عواء فوق فجر الطريق في مراثي دم الاجداد.. واقفا تحت شجرة ظليلة ارى المكبّات مائدة للطيور، للحيوان، للإنسان عينيّ نهر الدموع أنا لغة البكاء أريد من نهار فوق المساء أرحل بعيدا ليلا في مراكب الصيادين للمجهول من يقتل هذا الجسد الليل، الظل، السماء

الظلم لا شيء، غير الظلم جيل وأجيال تعثرت يا بلدي المتعثر، عبر القرون يولد جيل من الرماد يجعل من قدره اسطورة اسدل الستار، وابدأ فصلا جديدا من جيل يولد ريح لن تسقط التاريخ معارك يحمل معنى الموت...

**********

المفرجي الحسيني

ابحث عن ميلاد بلد

العراق/بغداد

27/12/2020


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب