شتان بين الحب والتبن... بقلم الشاعر ... صاحب الغرابي


 شتّان بين الحَبّ والتبن


مصباح ناضب الزيت غير ناقع الفتيل

شيء من خافت النور

لامست فؤاد نفحة

مار الفؤاد وتحركت السواكن(1)

شمس في قبة الفلك

كأنّ على وجهها نقابا من غبار؟

حكايّة أوّل حبة من القمح

ماء قراح وسواقٍ

حيث السنابل، والمناجل، والبيادر

طقوس نماء

بيادر مفروشة بالسنابل

رائحة رغيف أسمر محسود النعمة

في كلّ قصعة لها ملعقة

وفي كلّ سنبلة على كلّ بيدر،بل في كلّ حبة من كلّ سنبلة فصل...

مروج تتموج في الخضّرة الداكنة

رقصة حبيبات الغربال دراويش في ليلة ذكر

نبيتات هيفاء القدود تحمل في رؤوسها القوت 

كسحاب تموز تسوقه الريح وتبدّده كأنّه ماكان!

حسك ولاحَبّ

ليس لمحتال أن يمتطي عتمة اللّيل ليصل إلى البيادر

أعيذك من شيطان أتقن فنّ اللعبة

فواعجباً!

مابال الناطور يغرق بالشخير؟

والسلحفاة تدبّ في منعرجات الأرض شهوة خسيسة أنَّى درجت تعثرت بخساستها

خيبة تقود إلى خيبة

اعمال قبض ريح

الخديعة هي التمويه الذي يشبه الغبار

تعرف كيف تسوق الريح وتلّفها على دواليب النواعير ولكن...!

شتّان بين الحَبّ والتبن

قلب ماأنفك ينبض بالضياء

السماء الرؤوم تجود أبداً

حدّقة ملؤها العطف 

شفاه تتمتم لكم البركة

أبناء البيادر

ها هو ذا السّر الذي منه كلّ سر

فما طار نسر بجناح واحد ولاصفقّت يمين بغير يسار.


صاحب الغرابي ...العراق

...............................................................

(1)مارَ الشَّيءُ/ مار الرَّجلُ تحرّك وتدافع في اضطراب ذهابًا وجيئة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب