احلام مهاجرة... بقلم الشاعر .. احمد جيجان

 أحـلامٌ  مُهاجـرة

----------


هـا أَنـا ذا

على شطِّ بحرِ الهـوى 

أُداري

شَـهوةَ الرحيل وَحيـداً

و أُنـادي

يا طُيـورَ البحـر هاتي

للَّـذي يَـحْـلُمُ بـِالسَّفرِ  عـَلامَـة ..


جَسـَدي صـارَ حـَريقـاً

يَتَشَـهّى مطرَ  الـغُربَة

و رأسـي صارَ غابَـة

ضَـجَّ في فَسـْحَتِهِ اليـأسُ فَغَنّـى

للمـدى القـادِمِ

مِنْ صُـوْرِ القـِيامة ..


هٰـذي الشواطئُ 

اِستَنفَـرتْ عُـرْيـَها

و اسْـتَشاطَتْ

عِنـدَما انْشـَقَّ القمر

بينَ مَـدٍ و جَـزر

و مَـضى رأسـي إلى مَسـقَطِهِ

و اسْـتَعارَ الّلـيلُ

أَهـدابَ الخَــطَر


هٰـكذا الحـالِمُ بالسَّفر

يَسـتَدعي اشـْتِعالَ الثــلجِ

و الـرّيحِ

و غاباتِ المــطر ..


هٰـكذا

بِـاسْـمِ الـذي جَمَـعَ بينَ الإلٰـه

و بينَ الخطيئة و الشّـهوةِ

أَحـلُم

بِـاسْـمِ مَـنْ وَقَّـعَ اِسْـمَهُ

فَـوقَ أشـرعةِ الألـَم

أنْ يجـوعَ الكـَونُ

أو يَـغرَقَ في البحـرِ النَّـدَم ..


عِنْـدَما يَقتَـلِعُ المـوتُ

جُـذورَ الأمـْكِنة

و يُصَـلّي لِرُكـامِ الـذّاكـرة

تَسْـتَقيلُ الأزمِنَـة

يَحْـفِرُ التّـاريخُ رأسَـهُ

ثـمّ يَغـدو سفينةً مهاجرة ..


هٰـكذا

أَحـلُمُ بِالهَـربِ نحو الآخِــرَة

أَجْمَـعُ الضَّـوءَ إلى الضَّـوءِ

أُضـيءُ العُمْـقَ

و الخَـصْرَ

و رأسَ الـسارية ..

أُوقِـظُ الشَّـهوةَ في البَـحرِ

أُغَـطّي الأَرضَ بالحُـبِّ

و مِلْـحَ المَغفِـرَة ..


أَمْـنَحُ الـبحـرَ عيـوناً

و مَـراكبَ واسِـعة


هٰـكذا الحُـلْمُ يَـبدو

حـينَ وَجـهُ الشّـمسِ يـَطغى

على الجِـهات الأَربَـــعة ...

___________

أحمد جيجـان

دمشق


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب