علي الزيادي ... معابر النفوس ...

"" معابر النفوس "" 

ما زلتُ ألوك الصبر 

والصبر قاس كما الحصبُ ...

وخلف الضلوع غصة 

تلفها لوعة

لظاها من الغيظ عازبُ ...

ومن شهيق النفس صرتُ مقطوعا

وتجثو على رئتي

هموم لستُ فيها راغبا 

هي لعنة ...

ما زالت تلاحقني

نيرانها شواظ

تحرق جوزاء نيروزي

وزفيرها من صدري يلتهبُ ...

ويفور في شرياني دمي 

فتحترق العروق 

وتتنافر كفوفي من بعضها 

وآلامي بالوتين تتجاذبُ ...

فأشكو لنفسي الضراء 

وأقول ثكلتني دهرا 

ساق المصائب كلها

وساقتني إليه المعاطبُ ... 

فأطيح  بركبي 

وأقول هذه جنايتي 

إذ أخرجتُ يائسا 

من الرياض نفسي 

فما لجرحي !

غير جرحي حاصبُ ...

فكيف أخفي جراحاتي

أو كيف أرفع هامتي

وقلبي الذي يزكيني

من العذابات شاحبُ ...

وغريمي أمام ناظري 

يقطع بأوصالي راضيا 

ويغرز في جرحي 

من ذكراهُ جرحا أجترها مكرها  

وآلامها تلاحقني

كما الصياد بالنشبُ ...

ألم تعلم .!

إن ما يشجي الكريم 

قتال من جاحد بالكرم 

وكنت نحوك باذل خيري 

فحفت به من نكرانك العجبُ ...

فهذي موازين الأمور 

وقد قُلبت ...

وغاص الكريم بذل الدنيء 

فلا عجبا !

من زمان العجائبُ ...

قد ضاع قولي بين أقوالهم 

ولا قول يقال 

وإن كنتُ ذا عتبا

فمن يسوى 

بعد الكريم عتبُ؟ 

فما زلت أتوق 

لمن يرافقني لغايتي 

وليس مغتابا بالظهر وضاربُ 

فإني يئستُ ولم أعد قادرا قانصا 

 لمن يُرديني أوضاربُ …

ففيم أدعائي تظلما

والكل ظالم ..

وحمل وزرهم أقعدني

حتى أصاب قلبي العمى 

من هدم أرواحهم 

فهي من الغل ..

قد اصبحت خرائبُ .


علي الزيادي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب