صرنا كالعبيد /بقلم الشاعر سعود أبو معيلش

(صرنا كالعبيــد)
وهي ٢٠ بيتاً (الوافر)

أرى اﻷعداءَ قد زادتْ جُنونَـا
وقد قَصَمَ الشّقاقُ لنا المُتونا

ديارُ العُرْبِ لم تَظفرْ بِنَصرٍ
وليثُ الدَّارِ قد فَقدَ الْعَرينا

وفاضَ البحْرُ باﻷرْزاءِ يَرْمي
على شُطآنِهِ كَيْ يَبْتَلينـــا

ويُبْكينا إلى اﻷمجادِ شــــَوْقٌ
قِفوا نَبكيِ المَرابعَ والحُصونا

لتَبكي العينُ أندَلُساً قَديماً
ويبكي القلب أقصىً لن يَلينا

وكم هَبَّتْ من البَيْداءِ ريحٌ
أشابتْْ منْ مآسيها الجَنينا

وكنَّا سادةً في كُلِّ أرْضٍ
فَصِرنا كالعَبيدِ مُشَتَّتيـنا

وكانَ فراتُنا سُقياهُ عَذْبٌ
فَصَارَ مذاقُهُ كَدَراً وَطينا

وما هَزَّ الرّجالَ لنا خِطابٌ
ولو قتلَ الغُزاة لنا البَنِينا

ألِفنا الذُّلَ يوماً بعْدَ يَومٍ
إلى أن باتَ كُلُّ الذل فينا

وكُلُّ الكَوْنِ ينظُرُ في ذُهُولٍ
خُنوُعُ العُرْبِ قد أندى الجَبينا

ودارُ الغَرْبِ للإرهابِ جُنْدٌ
وباﻹرهاب إسماً تزدَرينا

نِساءُ العُرْب عِرضٌ مستَباحٌ
ونلهو في المسَارِحِ لاعِبينا

على اﻹسلامِ أحزابٌ تَوَالَت
رُموز الظُّلمِ عاثوا مُفسِدينا

وَنُقْتَلُ في البُيُوتِ بِلا ذُنُـوبٍ
وَنُحْرَقُ في المَسَاجدَ ساجِدينا

هنا اﻷطفالُ في اﻷنقاضِ شُعْثٌ
هُناكَ الجّدُّ قد أمسى دَفينــــا

أرى بغدادَ ترزأُ في هــــَوَانٍ
وصارَ هِزَبْرُها ذِبْحاً رهينــــا

وشَعْبٌ للخِلافَةِ كانَ رُكْنـــاً
بهِ اﻷمجادُ قد دامَتْ سِنينــا

وبَعْد العزِّ يجْتَرِعُ المَآسي
تَراهُ اليَوْمَ مَقْهوراً سَجِينا

بلادُ الشَّامِ دُكَّتْ في خَرَاب
وأهلُ الشَّامِ صاروا لاجِئينا

فَلا تأمن من اﻷعْداءِ عَهداً
فَلَنْ يرعوا لنا شَرَفاً ودينا
سعود أيو معيلش


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب