على قمة // بقلم الشاعر إبراهيم عمر سليمان

على قمة
وحيدٌ على الأشواقِ أوكيتُ جانبي
أقلبُ في قلبي صحافَ الرّغائبِ

على قمّةٍ من رأسِ طودٍ كأنّها
سفينةُ بحارٍ بموجِ السّحائبِ

مطل على سهل كما لو جريدةٍ
أمامي وفيه الحرث من خطِّ كاتبِ

أطالع فيه الخيرَ والجَدَّ والرّجا
ولا أبصر الدّنيا بعينِ المُعاتبِ

ولا تُشغل الأحزانُ قلبي بجنّةٍ
ركبتُ إليها سُلّماً للكواكبِ

وتبدو من البعد الهضاب كأنها 
بعيني من وجد صدور الكواعب

( كأن مكاكي الجواء غدية )
صبحن سلافا من ) اباريق راهب

كدكّانِ عطًارٍ إذا اهتزَّ وردُهُ
ودارتْ معَ الأنفاسِ ريحُ الأطايبِ

و كَلّلَهُ الثّلجُ النّقيُّ بياضَهُ
فيبدو كذِي شيبٍ وليسَ بشَائبِ

وجانبت في سيري منَ الثّلجِ ذائباً
تدلّى على الأكتافِ مثل الذّوائبِ

ولولا صغارٌ لي وللنّفسِ شاغلٌ
لعشتُ حياةَ النّسرِ فوقَ المَراقِبِ

بعيداً عنِ الأحزانِ والشّوقِ والهوى
وأجعلُ من طيرِ البراري صَوَاحبي

ولكنَّ مَنْ مثلي إذا غاب َ هَمُّهُ
يُفتّشُ عن همٍّ جُيوبَ النّوائبِ

إبراهيم عمر سليمان


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب