انا السوري بقلم الشاعر فواز عبد الرحمن البشير


أنا السوري

أنا السوريُّ تعرفني السماءُ
وتعرفني المروءة ُ  والإباءُ

نَبَتُّ كقاسيونَ بلا جناحٍ 
وراق َليَ التطاولُ والعلاء ُ

وصغتُ هوايَ من بردى حنيناً
وماءُ الشام ِلي نعمَ الدواءُ

هواها في الفؤاد ِوفي الحنايا 
وروحي للشآمِ هي الفداءُ

عشقت ُ هواءَها طفلاً وشيخا 
وعيشي في ثناياها الهناءُ

ولكنَّ المصائبَ أتعبتني 
وأرهقني التألمُ والعناء ُ

ففارقتُ الأحبةَ رغم َأنفي 
لتسكنني الملالةُ والخواءُ

هناك أحبّتي وهناكَ صحبي 
هناكَ الصدقُ حياً والصفاءُ

فلا أرضى سواها في فؤادي 
وإن عزَّ التقارب ُواللقاءُ

ولا أرضى سوى أهلي رفاقا ً
لهم عندي المودّة ُوالرجاءُ

وكلُّ الأرضِ تصلحُ لي لباسا ً
وتأبى النفسُ فالشامُ الرداء ُ

بها دفءُ المكان وفي سواها 
صقيعُ النفسِ مراً والشتاءُ

و (يحيى) راقدٌ فيها بأنسٍ 
وفي الأرجاءِ حل َّالأولياء ُ

لنا وعدٌ بعيسى ذات يومٍ 
إذا ما حلَّ كذب ٌوافتراء ُ

رسولُ اللهِ باركها قديما ً
فكانَ بها التكاثرُ والنماءُ

كفانا أنَّها للخيرِ بابٌ 
وللأشرارِ ذلٌّ أو فناء ُ

فلا تنظر إليَّ بعينِ مقت ٍ
إذا الأقزامُ يوماً قد أساؤوا

أنا التاريخُ يعرفني وشمسي 
تحدَّثَ عن سناها الأنبياء ُ 

فلا تفخر علينا إن أتينا
حماك َولا يجوزُ الازدراءُ

وإن كانت لكَ الأمجادُ حقاً
فنحنُ وأنتَ لا غروى سواءُ

وإن ضاقت بنا الدنيا جميعا ً
فأولى بالغريبِ الانكفاءُ

عزيزُ القومِ لا يرضى بذل ٍّ
وإن ضيمَ الكريمُ فالانزواء

ولسنا من يهانُ ولا يبالي 
ويقتلُنا مع الذلِّ الهواءُ

سنرجعُ للديارِ فذاكَ أولى
إذا كثرَ المشاحةُ والمراءُ

ونجعلُ من خشاشِ الأرضِ أكلاً 
ويكفينا من الشجرِ اللحاءُ

ونرفعُ من ترابِ الأرضِ بيتاً 
 إذا ضقنا وضاقَ بنا  العراء ُ

فيكفي أن نرى الأولادَ تسعى
وتنجدُنا من الشكوى النساء ُ

د/فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب