مقتطفات من (فرحة اللقاء) الشاعر..يوسف سعوّد


 مقتطفات من

(فرحة اللقاء)


يا فرحتي. 

يا طائرًا حلو الغناء ورائع الألوانِ

هل بعدُ منّي ما يحطّ عليه طير الحب من أغصان؟

من بعد رميي في غيابة جبّ أخوتيَ المكينْ

أَإلى الشقاء أم السعادة تأخذين غدي الضنين

أم يا ترى ما زلتُ في نوم الجنين؟

ومتى المخاضُ ، فقد تعبتُ عليه من عدّ السنينْ

مُتقلّبًا . أصحو بوخز الشوك  مُختبئًا بأغصان الورود الحمر من حين لحينْ

يا حدسُ غيّر وجهكَ المصلوبَ فوق منابر الأحداث من أقصى اليسار إلى اليمينْ

لولا تراقص أحرفي  فوق الأثير لقلتُ إني لم أفق وافرحتاهُ من الجنونْ

فأنا الفقيرُ . ومَن حلمتُ بوصلهم مُذ شمتُ برقهمُ  بأفقٍ تشرئبُّ له العيونْ

والحدسُ في غار التعاسة وارتعاشات الرؤى ما بين شكّي واليقينْ

يا حدْسُ حرّر ساعديكَ مُحرّرًا صكّ المَدينْ

فهمُ هُمُ في أعين الدنيا مِن الأعيانِ

همْ ضِمن أبراج البيان ِ

حروفهمْ حُرّاسهمْ . زرعوا زهور الضاد في بستاني

وأنا الشقيُّ بلا ضوابطَ قد نزعتُ قيود أحرفهمْ وهمتُ بلا رؤىً . أو نجمةٍ تهدي خطى قلمي المُكسّر بالطعونْ

فمضيتُ ألتمسُ السرابَ لتستقيه شواردي والنافرات من الظباء بلا مَعينْ.

لكنهمْ ألقوا عليّ تحيّةً ، والأغنياءُ المُتخمون إذا التقوا بالأشقياء المُتعبين ازورّ بعضهمُ ولاذوا بالرّثاءْ

وأذاقَ بعضهمُ صنوف السبّ إبليس اللعينْ.

يا حدسُ . علّكَ مُخطئٌ . 

ابحثْ بدفترك القديم وسائل الحبرَ الذي أسكنت في طيّاته السرّ العقيمْ . فلربما 

همْ طيّبونْ.

وعطاؤهمْ بالجهر شاردةٌ بتيّار العطاءْ

لم تغوهمْ فتن الغنى . وعروشهم من غير حرّاسٍ على قدر المخاوف والظنونْ

وصَفتْ سريرتُهم صفاء الحرف . قُطّرَ كالندى فوق البراعم والجفونْ .

لا تجحدنّ . وعدْ بنا لقريب عهدٍ أُنضجتْ أحداثهُ الكبرى بأفران القرونْ.

رجلٌ من الأعيان يفتتح القناة محبّةً كي تُبحر 

الأفكارُ فيها والفنونْ

فلتتق الوجدانَ . ما إنْ شمّ رائحةَ الحياة نديّةً من بين أسطركَ التي تشكو السكونَ تشاؤمًا حتى هفا قبل الفوات وكسّرَ التّابوتَ عنكَ وقال: قُمْ .

أنا ما عهدتُكَ كالجبان تفرّ من موتٍ لموتٍ دون دمْ .

الشعر لم يُكتب ليُحرقَ أو ليلقى في زوايا الذكريات.

لكن ليخرِقَ كلّ أدراج الر تابة

والتواكل واصطراع الأمنيات

هو ليس من همسٍ وتمتمةٍ وكبت في الصدور العاريات 

هو طاقةٌ جٌمعتْ بصوتٍ . لو تفجّر في العقول المُفعمات بحبّه . أحيا مواتْ . 

فبلاغة الشعراء سحرٌ لم يكن  يومًا بصمتٍ لا يدلّ على الحياةْ

فاصدعْ بما أمر الجمالُ .

فلستَ تملكُ ما تقولْ

فالشعر ملكُ الناس . كل الناس بعد خروجه من فوهة البركانِ. أو ذاك الأُتون .

هو كالدواء . وكالهواء .فلا تكن فيه الخجولْ

إن شئتَ أن تحيا . حييتَ 

وإن تمُتْ . ما حاجةُ الأكفان بعد الموت إلّا أن تكون خجلتَ من وجه المنونْ؟


يوسف سعوّد..سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب