لغتنا الجميلة... الشاعر..خالد ع . خبازة


 لغتنا الجميلة

 التقييد و الاطلاق  في الشعر العربي 


جاء في كتاب " العمدة في محاسن الشعر و آدابه " 

ان من أهم الأمور  ..  معرفة ما ينشد من الشعر

 مطلقا ، و مقيدا .

قال أبو القاسم الزجاجي و غيره من أصحاب القوافي :

الشعر ثلاث و ستون ضربا .. لا يجوز اطلاق مقيد منه الا انكسر   ، 

ما خلا  ثلاثة  أضرب 

 أحدها في الكامل  : 


أبني لا تظلم بمكة لا الصغير و لا الكبير 


يجوز هنا القول "  و لا الكبيرا " 

و الضرب الثاني 

من الرمل 

 في قول زيد الخيل  :


يا بني الصيداء ردوا فرسي ... انما يفعل هذا بالذليــــــلْ


يمكن القول هنا  " بالذليلي " 

و الضرب الثالث

 في المتقارب  .. 

و أنشد الأصمعي و أبو عبيدة  :


كأني و رحلي اذا زعتها ... على جمزي جازي بالرمال


و قد ذكر الأخفش الأوسط في كتابه " القوافي " في باب التقييد و الاطلاق  

أنه لا شيء يجوز فيه التقييد و الاطلاق ، غير هذه الأبيات الثلاثة ، 

و ما كان على بنائها

و جاء في الكتاب نفسه 

أن الجزء اذا تم بحرف الروي ، لم يكن جائزا فيه الاطلاق ، 

نحو قوله :


و قاتم الأعماق خاوي المخترقْ 


فقوله : وِلمخترقْ = مستفعلن ، 

لو أنك أطلقته 

 جاء أكثر من مستفعلن  ،

 فهذا لا يكون . 

و كذلك : 


سبقتَ البرية في غزونا ...  بحمل المزاد و نوط القربْ


فقوله : قُرَبْ = فعل 

و لا يمكن القول " قربي " لأنه يكون فعلن  ، و لا يكون ههنا . 

فهذا المقيد لا يجوز اطلاقه . 


و أما قوله "


صفية قومي و لا تجزعي ... و بكّي النساء على حمزهْ


 فمطلق 

لأن الزاي حرف الروي متحركة و الهاء هي حرف الوصل ، 

و ان شئت قلت 

" على حمزتي " 

فجعلت التاء رويا و جعلته = فعل .. 

لأن الهاء اذا وصلت صارت تاء . 

و التاء لا تكون وصلا ، 

و قد وضعت العرب التاء مع الهاء في اشعار كثيرة . 

يقول أبو النجم :


أقول اذ جئن مدبجاتِ ... ما أقرب الموت من الحياةِ

 

و منهم من يقول : الحياة ،

 فيجعلها تاء في الوقف لئلا يختلف الروي ، كما فعل في الوصل ، 

لأن الوقف في القوافي ، يجيء على غير الوقف في الكلام . 

كما أن العرب كانوا يثقلون ما ليس بثقيل .. 

 قال أحدهم : 


أقول اذ خرّت على الكلكلِّ

ببازل وجناء أو عيهــــــلِّ

تعرضت لي بمكان حــــلِّ

تعرض المهرة في الطُّـولِّ

هنا  شدد حرف الروي

يريد : 

الكلكلِ و العيهلِ و الحلِ و الطّولِ  

فثقّل .. لأن قوما من العرب يقولون هذا خالدُّ  .. فيثقلون في الوقف ، و أجازوه في الاطلاق . 

و في هذا ما يطول شرحه  .. و أكتفي بما ذكرت  . 


 *****

خالد ع . خبازة  

اللاذقية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب