فضيلةُ الاعتذار.. الشاعر..حكمت نايف خولي


 فضيلةُ الاعتذار

ما أجملَ أن نسجِّلَ دائماً اعتذارنا

أن نطلبَ العفوَ والغفران من الجميع

كثيراً ما يندمُ الإنسانُ على صراحتِه وصدقِه

فالقلبُ الطيبُ الوديعُ

الذي لا يحملُ إلاَّ الطيبةَ والوداعةَ

غالباً ما يقعُ في الأخطاء.

هو يتصورُ أن الآخرين

يحملون نفسَ المفاهيم والآراء

فلا يحتاطُ ولا يأخذُ حذره

يندفعُ بفطرتِه وعفويته

يصرِّحُ عمَّا في داخلِه

بكلِّ أريحيةٍ وصدقٍ وأمانةٍ ولا يخُفي شيئاً

لأنَّه لا يحملُ زغلاً ولا شوائبَ في روحِه .

هنا خطيئته الكبرى ...لا يحبُّ الأقنعةَ على وجهه

لأنه عرَّى نفسَه من جميعِ الأقنعة

وخطيئتُه الأعظم أنه يعملُ ويطالبُ الجميع

أن ينزعوا الأقنعةَ عن وجوههم وأن يظهروا

بالوجه الحقيقي الصادق ...وهذا يتنافى كلِّياً

مع المجتمع ومتطلبات المجتمع .

ما دام المجتمع مزيَّفاً فمصلحتُه أن يتزيَّف .

كم هو واهمٌ هذا الإنسان وكم هو حالمٌ ومخدوع

ما دام الناس يعيشون على الأرض فلا بدَّ من الأقنعة

فهم الرابحون وهو الخاسر

وهم الناجحون وهو الفاشل

وكما يقولون الناسُ معادنٌ وطباع

وما ينشدُه هذا الحالمُ الخياليُ

ليس إلاَّ وهماً وسراب .

حكمت نايف خولي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب