شعر محمد الاخرس


 لحن العودة

سنرجعُ يوماً و غنَّت لنا  كأنَّ الأماني سرابٌ دنا

سنرجعُ فيروزُ لكنْ متى  ألمْ تسألي بعدُ هارونَنا

لَكَمْ عذُبتْ منْكما الأمنياتُ   وثارَ الحنينُ...هناك .هُنا

فما مرَّ يومٌ علينا ولمْ  نَحِنُّ حنيناًً يثيرُ المُنى

وكمْ غرَّدتْ في الفضاء السُّنونو   وغنَّت مُنانا يماماتُنا

ونجترُّ نبقى سنا الأمنياتِ  ويغمرُ طوفانُهم أرضَنا

وها نحْنُ نسألُ رفَّ الرُّؤى    متى قد تكون لقاءاتُنا

وحتّى متى يستمرُّ الضَّياعُ   أَما عادَ في الأرضِ شبرٌ لنا

سنرجعُ غنَّيتِ لكنَّنا     رجعنا إلى الخلفِ أدراجَنا

فهلْ تذكرينَ منِ الراقصونَ  على دمِنا أو جراحاتِا

إذا كان هذا الغناء الرَّخيم    يُعيد بلادًا فيا فرْحنا

سنرجعُ نرجعٌ حتّى متى    نُغنّي لها وتُغنّي لَنا

أما آنَ أنْ نُهْرِق الأمنياتِ ونمضي على إثْرِ أسلافِنا وكنوا جبالاً أبت أن تزولَ  وشادوا لنا صرحَ أمجادِنا

وكُنّا أباةً نعافُ الخضوعَ رفعنا جباهاً تَعاف الخَنا

فيا لَلْغُزاةِ وقد أقبلوا أما عرفوا ويْحهم بأسنا

ألم يسألوا بعدُ تاريخهم ألم يقْرؤوا أهِ تاريخنا

وكانت لعمرُك تلكَ الزنود ُ اذا اشتدَّ عزمٌ لها ما انْثنى

وكانت تهُبُّ كعصفِ الرياح وقد شهَرت رايةً أو قَنا

وحينَ تلوحُ لنا من بعيدٍ تلوحُ كنجمٍ لنا قُدسُنا

ويقربُ لحنٌ ويغربُ لحنٌ  وتعلو معَ  الهمِّ  أناتُنا

ويعذبُ يعذبُ لحنُ الرّجوع ِ فغنيه غنيه فيروزنا

فما رجعتْ بعدُ حتّى الطيور وكمْ رجّعَ الطّيرُ أشجاننا

وتلكَ الحساسينُ ما بالُها شدتْ يا تُرى أمْ رثتْ حالنا

وهل عادَ عوّادُ أدراجَهُ وهل يا تُرى لملَموا شمْلَنا

وما تلْكمُ الصّافناتُ الجيادُ تراقبُ عن كَثَبٍ ظِلَّنا

فكمْ ساءلتنا رياحُ المساءِ أما آنَ موعدُ هباّتِنا

وغنّتْ لنا بعدَ ذاكَ البواحِ فرُحنا نُجرْجرُ أحْلامنا

ففي البيتِ ضجَّت هناك الشِّياهُ وفي القِنِّ تبكي دجاجاتُنا

فقدْ أغلقتْه يدا جدَّتي غداً سوفَ نرجعُ يا ربعنا

وأخفتْ بحرصٍ مفاتيحَها على القلبِ تطرقُ ،زادَ العَنى

ففي كلِّ وجهٍ ترى قريةً وفي كلِّ عينٍ حنينٌ رنا

ونورسُ تشكو امتدادَ الظلام وكانت تَمنّي امتدادَ السنا

وفي بلدِ الشّيخِ حيثُ الشّموخ ُ نَحِنُّ إلي بعضِ( أخشاشِنا )

وكوخٌ هناكَ بأعلى الذُّرى يغازلُ ما زالَ إشراقَنا

وفي الكرملِ الصّافنِ المشرئبِّ هناكَ زرعْنا رُؤى عُمْرِنا

نحاورُ بحرًا شديدَ الصّفاء ِ وكمْ داعبَ الموجُ أفكارَنا

وزرعينُ تبكي فراقَ الصِّحابِ وأرضُ المزارِ تمورُ ضَنى

وبيسانُ حيثُ هديرُ المياهِ تُراقِصُ في الماءِ أشجارَنا

سنرجعُ آه متى أو متى ورحنا نرتِّبُ أنفاسنا

متى يا متى او متى بل متى  متى سوف نرجع قولوا لنا

تُغنّي سنرجعُ تلكَ الملاكُ ونحنُ نذوبُ لأرضٍ المُنى

سنرجعُ هذا قضاءٌ مضى كذلكَ قال الفؤادُ لنا

وهذا الفؤاد لعمري ألصَّدوقُ وما خيَّبَ الظّنُّ إحْساسَنا

فكمْ رقصت في العيونِ الجهاتُ إذا ما بشوقٍ إليْها  رَنا

نحِنُّ نحنُّ لتلكَ الدِّيارِ نَحِنُّ إلى خُبزِ طابونِنا

فيا أيّها العابثون كفى لَكمْ ما  لَكمْ ولنا أرضُناا

شعر محمد الاخرس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب