أنشودة المطر.. بقلم الشاعر..شيت العساف


لون من الدماء في التراب يستفيق

قد كان يبعث الحياة إذ يريق

أطراف سيف هب من مغارة الحريق

ليبعث الخلود للبشر

هناك في العراق حيث الموت والدماء

حيث اكتحال الدمع ييستفيق في المساء

هناك ضجت بالعويل للسماء

صرخات طفل يرتدي من أقبح الاسماء

من يرتدي وحلا ولاذ من مطر

تحلق النجوم في المساء كالطيور

وتغلق السماء ماءها

ويرحل الصنبور

فتستفيق في النفوس صحوة الضمير

وتعلن النفير

للبحث عن بشر

تحت ركام الخوف من قرون 

تحت سياط الضلم والجنون

وسط شضايا النار واللهيب

وسط هشيم العظم والعيون 

هناك يولد الندى

ويستفيق الدمع والدمار 

يبكي مدى الدهر

عين البكاء ترتوي من دمعها الضئيل

وتلتمس عشقاً صغيرا بائسا 

تخب كالامهار من مفازة الخيول

لتلمس السعفات والنخيل

وتختفي من جفنها خوفاً من الهمر

وتختلج في صدرها نسائم مكبوتة يرتادها الوتر

وتحذف الاعمار والاقمار والشعر

ويرتوي من ماؤها نهر

عذب كما البكاء والنحيب

عذب كما الليمون والطبيب

هناك في متاهتي القصية... الحبيب

يغفو كما القمر 

يتابع العزف على الوتر

ويختطف اضواءه في عتمة القمر

يدندن الاوتار عن بلاده

ويرتوي في ساعة استشهاده

في ساعة الصراخ والرحيل من قمر

نهرا من البارود منهمر

ترجه صعقات شارب أنيق

يراه في الطريق

نخاس بيع في حواري البؤس والرقيق

يناله سبابه إن مر قرب بابه

بحثا عن الطريق

بحثاً عن الاوطان في التراب

وعن بقايا جثة هامدة لعالم أغراب

وسط سجون الموت والخراب

حيث الورود تكتفي بالضرب من قبقاب

يولد وشم الموت في بلادنا من عالم أغراب

بحثا عن البشر 

تختار سحل شعبنا في ساعة المطر

وتستفيق في الصدور كل يوم 

أنشودة المطر


مطر .. مطر .. مطر


شيت العساف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب