* لا تَكُنْ عابساً بوجهِ الدّروبِ ...* شعر : مصطفى الحاج حسين


 رحم الله أمي .. رحلت قبل أن أعود .. خيبت أملها وكذبت عليها.. فهل غضبت مني؟.

-----------------------------------------------------------------


* لا تَكُنْ عابساً بوجهِ الدّروبِ ...*


                   شعر : مصطفى الحاج حسين .


لأمّي 

أرسلُ أوجاعي آخرَ الليلِ 

عسايَ أنامُ 

وأودّعُ في حضنِها قلبي

فهيَ الوحيدةُ التي لا تطعنُهُ

أو تغدُرُ بِهِ 

إنْ ما أَقْفَلْتُ عليهِ بابَ التّنفّسِ 

لأمّي 

تستصرخُ روحي 

حينَ تهيضُ عليها أوجاعها 

من كلِّ صوبٍ 

فأركنُ بحضنِها ارتعاشاتُ البردِ

وأغفو في حَضرةِ طُهْرِها

تحنو على آلامي 

وتمنعُ عنّي فحيحَ المَوتِ 

الزّاحفِ نحوَ عروقي 

أمّي البعيدةُ 

تمسحُ عن غربتي الدّمعَ

وتهدهدُ لانكسارِ المسافاتِ والنّحيبِ

في قلبِ أمّي خبّأتُ قلبي 

لتحنو على أجنحتي لينبتَ ريشُها 

تطعمني الحياةَ من دعائها 

وتسقيني من ضوءِ سُبْحَتِها 

أمّي 

الّتي أرضعتني القصائدَ 

من صدرِ كبريائها قالتْ :

- لو غبتَ عنّي ياولدي 

دَعْ قلبَكَ جوارَ الأرضِ 

واطعمْ روحَكَ من زادِ رضاي 

ولا تكنْ عابساً بوجهِ الدّروبِ 

أو خائفاً من عواءِ الذّكرياتِ 

سيظلّلُكَ اشتياقي حيثُما توجَّعتَ 

أو ضاقتْ بكَ 

جهاتُ الاغتراب  *.


                       مصطفى الحاج حسين .

                                 إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب