أنا مُتُّ طَبعاً ...! بقلم الشاعر...سهيل درويش



 أنا مُتُّ طَبعاً ...!

________

سأُخبِرُ سِربَ العَصَافِيرِ أنّي 

أنا متُّ "طبعاً ""

و أنَّي أصيرُ بلحظَةِ عشقٍ

هَديلََ يمامْ

(أنا متُّ طبعاً )

و قنديلُ روحِي يَرِفّ بعينيكِ...

 لمّا يُغنِّي ...

ينزُّ مُدَامْ ..

سأُخْبِرُ سِربَ العصافيرِ أنّي: 

أنا متُّ فعلاً بعينيكِ لما 

تروحِينَ فِيَّ 

دموعاً سِجَام

أراكِ ...

تنزُّ دمائِي إليكِ ، أموتُ اشتياقاً 

أموتُ سَقَامْ 

و يهطلُ دمعُ عيونِي إليكِ

و يجري رويداً ، ويجري سِجَامْ 

أنا متُّ طبعاً 

لأنّ عيونَكِ قالتْ بأنّي :

رهينٌ لعشقٍ ، أسيرُ غرامْ

انا متُّ طبعا 

فقومِي وصَلّي 

و خلِّي احتفالَكِ عشقاً بموتي 

وخلِّي عيونَك مَحْضَ هيام 

أنا متُّ طبعاً فِداكِ 

وروحي 

تروحُ إليكِ

تناديكِ فِيَّ...

 وتشربُ منكِ 

كُؤوسَ   الغَرامْ...

***

وتلكَ النوارسُ ، حامَتْ ، وطارَتْ 

و صارتْ جِيَاعَا 

و تلكَ البحارُ...

 أ فِي الصُّبحِ هامَتْ 

أ فِي الفجر ماجَتْ 

و تاهَتْ ضِياعَا ...؟!

أنا متُّ طبعاً بعينيكِ لمَّا 

توقَّفَ قلبي ، و أمسَى شَراراً لنارٍ 

تهبُّ 

تشُبُّ اندلاعَا ...

توقَّ فَ قلبي 

وجَفَّ الوَريدُ ،  تَساءَل عنكِ 

و كنتِ الحريقَ ، و كنتِ البريقَ 

و كنتِ الطريقَ 

و أمشيكِ روحاً ، و أمشيكِ عشقاً 

أموتُ اشتياقاً ،  أموت انتزاعَا

أنا متُّ ( طبعاً ) 

وفيكِ جِنَانِي ، و فيكِ دِنَانِي 

وفيكِ السَّواقي تلملمُ خفقي 

و تجعلُ منهُ بقايا لروحِي 

و ترتاحُ فيكِ ،  تزيدُ اتساعَا 

أنت متُّ طبعاً

أصارِعُ روحِي 

و أشعِلُ ألفَ حريقٍ لَديّ 

أزيدُ الصِّراعَا 

و تأكُلُ  روحيَ شمسُ الشُّموسِ

أنادي الشُّعاعَا 

أنا متُّ طبعاً 

يجنِّنُ موتِي هسيسٌ لنارٍ 

وريحٌ لغارٍ 

يهزُّ شِغافِي أموتُ رويداً 

 أموتُ التياعا   ...!

أموتُ بحضرةِ عشقكِ دوماً 

أموتُ اندِفَاعا...

و أني تجرّعْتُ من مقلتيكِ 

دموعَ الهُيَامِ 

فصارَتْ شِغافِي ،  مواويلَ عشقٍ 

ترتل حُبَّكِ مثلَ النوارسِ 

غنّتْ تِباعَا

أنا مُتُّ " طبعاً " عُيونيَ ماتتْ 

و جفّتْ كوردٍ ، تولَّاكِ عشقاً 

و مَاتَ اقتِلاعَا ...!

أنا متُّ طبعاً ، فغنّي غناءَ العنادلِ  

تَسْرِي 

بروحيَ تسري ...

و موتي لذيذٌ ، وهذا غناؤك لحنٌ غريبٌ ...

تردّدَ فِيَّ ...

و إنّي أريدُ غناءَكِ همساً 

و ألهثُ خلفَ هسيسِ الوريدِ 

أريدُ استِماعَا....!!

  


سهيل درويش 

سوريا _ جبلة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب