قصة قصيرة يوسف العاشق عبد الصاحب إ أميري


 قصة قصيرة

يوسف العاشق

عبد الصاحب إ أميري 

******

رسمت سعاد  بحروفها الناطقة صورت زوجها المستقبلي  بدقة متناهية من كافة  الجهات، حتى أن المتلقي عندما يقرأ الوصف ، يعيش حالة وجوده،  ووجه ملاكي ينبض بالحياة، يعشقه القلب من حيث لا يدري

كما كانت سبباََ في رفض أي خطيب يتقدم لعدم   تطابق  الصفات

 لذا أن كل من كان يطرق بابهم يطلب يديها، يجد الموانع ، ويعود من حيث أتى، كما  أن  سعاد لم تتمكن  من اقناع نفسها  وترتضي به  زوجاََ 

وصوت الأم يعلو 

- من العسر ان تجتمع كل هذه  الصفات  في شخص واحد،

 إن ما يزيد الأمر تعقيداَ، ان البنت  في المجتمع الشرقي  لم تجرؤ وتتقدم لطلب يد فتى   و إن  فعلت  سيكون له  ألف حديث وحديث،

هذه الازمة، أشعلت ناراََ حامية، قدوم الخطيب، رفض سعاد، وهجوم مترقب على سعاد

-من أين أتي لك بملاك

-ومن قال لك ياأماه أنا أريد الزواج من ملاك 

يكفي أن يكون كأبي

-أبوك ملاك

-ها أنت ترين أني لا أطلب المستحيل، فأنت حققت شروطك

-سعاد أبنتي من قال لك إني وضعت شروطاََ، لم يحق لنا أن اتكلم بمثل ما تتكلمين

*****

شعرت سعاد أنها وقعت  في مأزق لم تتمكن من الخروج منه بعريس، لجأت لطريقة جديدة تطلب فيها من صديقاتها اللواتي تمكنّ من الزواج وحياتهن مستقرة دون متاعب، الأسم الأول،

كانت هيفاء

حدثتها تفصيلاََ بمعاناتها وأنها لم تجد الرجل المناسب ، تريد زوجا تعشقه ويعشقها من أجل روحها، يتبادلان الأدب،

نزعت الحياء وقالت

-أريدة ان يتغزل بي شعراََ

قهقهت هيفاء عالياََ واردفت، 

-مع إن الشرط صعب قليلاََ يمكنك أن تجديه لو دخلت  إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ستجدين ما تريدين ، 

كوني دقيقة 

لم تتمكن هيفاء من أن تكتم ضحكتها  

-اجعليه هو يطلب يدك

-إلا إن ما يقلقني أن لاتكتشف أمي الأمر 

أستعملي اسماََ مستعاراََ وصورة غيرك

نظمت سعاد  قصيدة نثرية قصيرة،

تدور حول ما تتمناه


أبوح لك سراََ، 

يبقى بيننا

نور عيناك  جاء بي  ها هنا 

أستيقظ كل صباح على ضوء

عينيك

دون أن تشعر 

دون أن تدري 

أخبرني بالله عليك

أي سحر هذا

أي ضوء

بدأ يشع في قلبي


 واطلت من صفحتها  (الشاعرة مريم) دون أن تبس بكلمة واحدة، حالتها كحال صياد السمك ، يرمي  صنارته بهدود كي يتمكن من تحقيق صيد جيد

رفعت اقداماََ قصيرة

بمهارة عجيبة 

 وجدت نفسها في بستان الشعر

شعراء من مختلف الألوان ينشدون 

الحاناََ فيها سحر وجنون 

يزرعون الغرام في الحقول

يتغزلون  بالعيون 

  بالقلوب

وقعت عيناها على صورة شاب وسيم يشع  وجهه نوراََ، وشعرة يجنن القلوب، يحمل اسم (يوسف العاشق) 

ردت على قصيدته المدهشه  بقصيدتها  مما أثارت  الشاب

وسؤاله

-تعرفيني

-كلا

-ألم تقولي نور عيناك  جاء بي إلى هنا

تختم سعاد الحديث بقهقه وتودع راحلة

 يبقى الحديث القصير يعزف سيفونيته على أنغام ضربات قلب سعاد

-عجيب إني أحببته بسرعة

وكان هذا سببا، في أن تجيب لطلبه  وتعطيه عنوان دارهم ، لأنه هو الآخر وقع في غرامها كما ادعى

تصارحه سعاد بشأن إسمها (سعاد)

يحل اليوم الموعود  لأستقبال عائلة العريس،

تتقدم والدته  بباقة من الزهور  تذهل سعاد،  تتبعها إبنتها الصغرى  (فردوس)   لا يمكن بأي شكل من الأشكال وصف جمالها

تترتسم على وجه أم سعاد، إبتسامة دهشه وتهمس لابنتها

-من عرفك على هذه الأسرة، إن جمالهم مثير

تقهقه سعاد وتظهر أسنانها الجميلة العيان

-لو ترين يوسف سيجن جنونك ياأماه

تقرأ أم العريس التساؤلات التي تدور في فكر أم سعاد

-ولدي يوسف خجول بعض الشيء

طلب مني أن اخبركم إن كانت لديكم رغبة في استقباله سيحضر

-لم تسمح سعاد  لأم العريس في أن تكمل حديثها 

-ولم لا نسمح، البيت بيته ، ويا ليت كان أبي موجوداََ   فليتفضل 

اتصلت اخت العريس بأخيها  تطلب منه الحضور

اسردت ام العريس  قائلة

يوسف إبني البكر، أمه توفيت أثناء الولادة 

لا افرق بينه وبين ابنتي كلاهما ولدي

 صوت جرس البيت، لفت انتباه الجميع

-أنه ولدي يوسف كان ينتظرنا بسيارته، لا تستغربوا وصوله السريع

-سعاد ابنتي، افتحي الباب ليوسف

ترتسم ابتسامة فرح على شفتي  سعاد

-أخجل يااماه

تحاول اخت يوسف الذهاب 

-سعاد ابنتي هيا 

تتحرك سعاد  نحو الباب، ما أن تفتح الباب، حتى يصفر لون وجهها 

-أنت يوسف

-نعم 

تصرخ مرعوبة من شدة  وجهه المشوه وتقع ارضاََ

عبد الصاحب إ أميري 

*******

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب