احتراق المراحل ... بقلم الشاعر...ابو شيماء الحمصي


احتراق المراحل 

مرحلة (١)
أخبروني عندما أعلنتُ إفلاسيَ 
أنّ النهرَ مازال بمجراهُ 
وأنَّ الشمسَ مازالت تُضيئْ 
أخبروني أنّ للآمالِ أوراقاً ويخضوراً 
وبرعمْ
عبرتْ قافلةُ السياسِ قدامي 
ببطئٍ واتأدْ 
أعرفُ المملوكَ والحادي 
وتاريخَ الظعينةْ
وعلى مقربةٍ من صدقِ إحساسي 
وإزهارِ يقيني 
كانتِ الأنغامُ تغريني 
وأصواتُ الحداةْ 

مرحلة (٢) 

من تُراها تلكمُ المعصوبةُ العينينِ 
ذاتُ الشفقِ الشرقيّ في هودجها 
تنزفُ تاريخاً ودمعا 
من تراهُ الفارسُ الفذُّ 
الذي يعبرُ فيها زمناً ضحلاً 
وأياماً عجافْ
يتحدّا الريحَ 
في بحرٍ منَ الرملِ 
وفي قِدرٍ منَ السمِّ الزعافْ
من تُراهُ نقطةُ العلاّمِ 
يهديهِ 
إذا ضلَّ طريقَ النبعِ 
والدهرُ ظلامْ 

مرحلة (٣)

هيّؤا الساحةَ بالنخلِ لكي تنمو العروسْ 
وانسجوا الثوبَ بحبِّ القمحِ 
فالدربُ طويلْ 

مرحلة (٤)

أسرجوا الريحَ بحبِّ الطلعِ فالزهرُ ينادي 
لا يُخيفُ الدربَ سيفٌ من دخانْ 
سوفَ يجتازُ الرهانْ 

مرحلة (٥) 

هيّئي ما عندنا يا أمةَ اللهِ 
ففي الأفقِ بشارةْ 
واذبحي الدمعَ الذي عاشَ زماناً 
في فِناءِ العينِ 
كي نقري الضيوفْ 
أصلحي الأطلالَ 
واستسقي الغمامْ 
ربما 
قد يُرجعُ الثوبُ الذي أخفوهُ في بئرٍ قديمٍ 
ناظريْ شيخٍ ضعيفْ 
( إنّهُ يعلمُ ما لا يعلمونْ ) 

بقلمي 
أبو شيماء الحمصي

ْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب