عُبور المضيق ...بقلم الشاعر جمال العامري


 ______ عُبور المضيق _______

قُبلة واحدة لا تكفي لإذابة الجليد ،

والسماء المثخنة بالشظايا والدخان 

يصطادها التبرّم والوجوم ،

وحوافر السّفر البعيد ،

الليل ينفث الوحشة في شواطيء الأحزان ،

وبريق الشهوات يخرج من اعصار الفوضى ،

يعوي عليه العفاريت ، وتجار الحروب 

شارع يلمّ خُطاه اليأس 

يتحسّس الوجع العميم في الوجوه ،

الوجوه بالهموم مُترَبَة ،

مُمعِنةً في شُرودٍ جديد ،

وعبيد على الطّريق ، يكبّون وجوه التبجيل ،

يستنزلون العذاب في الباعة والمتجوِّلين ،

لا يسمحون إلّا للموت بعُبور المضيق ،

قطيعٌ من البشر يقبّل الجرح ، 

يزهو به ،

ويستمتع بألحان العبيد ،

عيناي تبدو كنجمةٍ متحرّرة من تعب المراقبة ،

واقتناص الخطايا 

تهفوان إلى الوطنِ السعيد ،

عقلي الحائر تسلّل إليه تعب الرّكود ،

المدينة لا تشبه السّيد القروي ،

تسرّت بدمائها الأشباح 

طردّت من أفيائها عُشّاق الحياة ،

جثمّت على روحها كائنات الظلام ،

لم تعد تفتح للفجر أغنية فيروز ،

وفي الليل تنتظر برقَ القصيد ،

لم تزرع وردةَ الأمل المضيء على جسد الخلود ،

الوطن المسافر في القلوب ،

يعتلِك مُرّ النوايا على آخِر الصّبر ،

يذرِف كسل الرّبيع على طاولات الخراب  ،

وينثر الشّهد للعابرين ،

أيتها الحسرة الأليفة !

ما أجمل عربدة مدينتك 

وما أكثرها تعقيداً ،

وعطرك الذي خبأته الأقدار زمناً سيملأ الوطن نوراً

وحده النجم المعلّق في سماء الخيال 

يُلوّح لي 

يتهجى في محرابها بالزهو والجمال 

يغمرني بالحب والأمان 

ويحملني على جناحِ طيرٍ سعيد .

جمال العامري ١/٤/٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب