الغُربَةُ...بقلم الشاعره...وفاء غريب سيد احمد


الغُربَةُ

تَصهَلُ مَعها الذكرَيَاتِ.

فَضَاءُ وحدَتِي يَسكنُها البُكَاء.

تَركُض هَزَائِم السْنين وَراء الحَاضِر. 

ويُسكب العُمر كَدمِ جَرِيحِ الحرب. 

تَمُور جِرَاحاً دَاخِلِي.

العَتمَة في آفاقي يفر مِنها النور.

بَدأ البَرق في لحظةِ سرابٍ،

أقرأ أسطراً منْ سنا نَارٍ، 

أَرَاها كشفقٍ يُجِل الفَجْر.

أَقِف على شُرفَةِ نَفسي.

أُتَمْتِمْ مَشدوهَةً

لعلّه يمطرُ في صَدري حُلماً،

يَزحَفُ كَالنورِ ويُغَفْل الليل.

يطفئ اِشْتِعَال رُوحي.

يَتَتَبع صَرَخَاتِي في المَدَى.

قُضِيَ أَمري 

تَمشِي بيِّ المَقادِير،

في صَحَارَي جَحِيمٍ،

نصبهُ لي حبيبٌ. 

كَالغَيمِ يُبَدِّد السكُون.

غُربَةٌ فَرَضَها عليَّ.

برَحِيلٍ 

يصعَقُ فؤادي بشَّوقٍ،

يَقض مَخْدَعِي.

مَن يَحيَا بِلا وَطَن،

يُغَادره الليِل تَسكنُه الآهَات.

جُدران غُرفَتِي تُردد ضحكاتٍ،

مُضَرَّجة بالصَّقِيع. 

مُثقَلةً بِخَيبَةٍ سَيَّجت بالنَّدى.

ظِل الرَاحِل سَوَّرت أرضَهُ بالضَّوء.

زَرَعت سَماءَهُ بِصَدى القَصَائِد.

يَغتَالني حَنِينٌ لَا يَنَام. 

تَراه

في عَيني صَحوَة القَمر وَبَسمَة النُّجُوم.

هَل يُرَاقبني يَتَجول بِدَربِي؟

تَرَكت القَوَافِلَ لَعلك تَأتِي طيفاً،

لتَسْكُن حِلمِي.

أَمازِلت أَيُها الرَاحِل.

تَكتب رَسَائِل عِشْق بِقَلبي.

ومِن مَكانِك البَعيِد،

تَبكِي الغِيَاب وتَسأَل عَنيّ

بَعدِ ظُلمَك

لقد حَنَيتُ للِغُربةِ رَأْسِي.


وفاء غريب سيد أحمد 


18/6/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب