(سرتُ وصولًا)بقلم الشاعر..محمود ريان


 (سرتُ وصولًا)

 ******************    

 

سرتُ في كلِّ أروقَةِ المُدنِ

إذ تغشّاني حُلمٌ هاجَ في مخيالِ الحِكمةِ

في لونِ الطُّرقِ السّادرةْ

الكلُّ في مهجِ الأرواحِ يصولُ المُنى، لكنّ 

وَجيبَ القلبِ يصولُ أنيسَ سفيرَ البقاءِ!

يُناجي الوَجدَ، يدُكُّ الفتنةَ... صفراءَ المُقَلِ السّادرَةْ...

            *****

سرتُ في تلكَ الظُّلَلِ الحاسمةْ

إذْ أُجيبُ الدّاعيَ لمّا دعاني شفيقَ الطّريقِ

تُهَدهِدُني أشراكُ القولِ الفصلِ هناكْ،

لمّا وضّبْتُ مرايا الوقتِ لِسيلِ غرامْ...

يكفُّ النّعاسَ بساريةِ الضّوءِ، إذْ يغشاني

صفيرًا كَلَيلَكِ أوصالِ الوقتِ عندَ سُلافِ الحبِّ المنهارْ...

إذ أوْدَعَتهُ سرايا الرّيحِ مَجالي القَبيلةِ

في دُهُمِ اللّيلِ المُشرئِبّةِ لِلضّجعةِ الكبرى!

                   *****

سرتُ، إذْ في السّيرِ بريقُ السّيفِ يُضاجعُهُ دفْقٌ من صليلِ الرّيحِ

قُبالةَ أسنِمةِ المدِّ المُتصابي بِبوحِ الرّؤى...

كمْ ذا قد صَمدْتُ الحبَّ ضياءً لِلنّفسِ الحالمة!

قدْ صَمدتُ الكلامَ هواجسَ فكري المُتشظِّي

أشرِعةً لِلضّيا.. لِلسّرى .. لِلرّيحِ.. رؤى الغيبِ

حاضرةً لِلمعجزةِ الكبرى، في الفرقانْ!

             *****

سِرتُ، إذ فيهِ سَروةُ الأيّامِ، مُزاحمَةُ الوقتِ

في ضجعةِ الزّمنِ الحُرِّ...

كم يا زمني داريتُ النّفوسَ، بفعلِ الكلامِ وَتركِ الظّلامِ؛

فكلُّ الكلامِ يَصيرُ هباءً بِقدسِ الصّموتِ...

ولولا التّراثُ لصارَ الكلامُ بَواحَ الفؤادِ

يملُّ حديثًا، يذمُّ حميدًا بطولِ الحياةِ،

لأنّ التّراثَ عشيقُ النّاسِ، بكلِّ سنوحِ المعارفْ...


شعر: محمود ريّان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب