الهاتف الذكي ... بقلم الشاعر... توفيق بني جميل

 الهاتف الذكي 


م. توفیق بني جميل ألأهوازي(ايران)


 كانت الشمس ترسل اشعتها الحارقة و كان العرق يتساقط من رأسه و جبهته. شدة ألاشعة كانت بمثابة ألمثقاب الذي يكاد يخترق رأسه، كان يسمع هذه العبارات من أبوه عندما كان يعود من العمل قبل الجائحه التي سببت له البطاله مع ذلك ، فقد استخدم ألاب كل قوته لتحطيم الحائط الخرساني الذي تم التخلي عنه على مسافة قريبة من بيتهم لكي يتمكن من سحب حديد التسليح وبيعه ليشتري هاتفاً ذكياً لأطفاله.

 الصبي كان ينظر إلى والده على بعد أمتار قليلة بقلب مكسور ، تذكر كلمات والدته الليلة الماضية و هي تتكلم مع ابوه:

 - لقد ذهبت إلى المدرسة اليوم ، يقولون إنه يجب أن تحصل على هاتف ذكي لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن للأطفال الدراسة والتواصل مع معلمهم ..

 عاد الصبي إلى رشده عندما رأى والده وقع على ألارض و أغمى عليه. هرع نحوه والدموع في عينيه و هو يصرخ ابي ابي..

و في اليوم التالي  تحسنت حالة الاب و هو في المنزل.

 كانت زوجته وابنته آسيا بجانبه و عندما افتقد حامد سأل عنه ، قالت أمه:

 - خرج و قال لدينا مباراة!

 لكن بعد أيام قليلة اكتشفوا أن حامد كان يعمل وينظف نوافذ السيارات في أحد تقاطعات ألاهواز ويتلقى أجرًا زهيداً على ذلك!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب