صلوات في رحاب الغربة/بقلم الشاعر عبد الحميد العامري
صلوات في رحاب الغربة
أتسأل عن حــــالٍ وأنت أريبُ؟
وتعجَبُ أنَّ النَّائبــــات تُشـِيبُ؟
فمـا الدُّهـر إلّا حادثـاتٌ تتابعتْ
وساعاتُ لهوٍ تنقضي و خُطوبُ
وحـزنٌ وأفـراحٌ ويسرٌ وحاجةٌ
وأيَّـامُ أُنسٍ بالســـــــرورِ تؤوبُ
وعيشٌ رغيــدٌ نـاعـمٌ ومبــاهجٌ
وحــالٌ عبوسٌ قـاتـمٌ وطَـروبُ
فإنْ هي طابت لا يدوم سرورها
وإنْ هي خــابت بــرهةً وتغيبُ
فلا تحسبنَّ الدَّهر يصفو لأهلهِ
بغيـر عنـــاءٍ مـا عليـــه ذنـــوبُ
إذا أنت لم تشرب من الماء آسناً
ظمئت، وماذا في الحياة يطيبُ؟
أتتك المنـايا وهيَ عنكَ بعيدةٌ
وهذا لَعَمري في القضاء نَصيبُ
سلامٌ علينا حيثما حلَّ راحـلٌ
وما غــاب عنَّا صاحبٌ وحبيـبُ
سلامٌ علينا كلَّما عــابـرٌ مضـى
يجوب بـــلاد اللَّهِ وهــوَ كئيـبُ
سلامٌ على قلبٍ تناوشه الأسى
ونازعـــه بَعدَ الإيـــــابِ مَغيبُ
فأيُّ بلاد اللَّهِ رَحْبٌ لمثلنا؟
وهل بَقِيَتْ بعد الدُّروبِ دُروبُ؟
على كلِّ شبرٍ قد نقشنا جراحَنا
وفي كلِّ ركــنٍ بـائـسٌ وغريبُ
لنا جنــةٌ ما أبـــدع اللَّهُ مثلها
جمالاً وحُسنـاً، والمقــامُ رَحيبُ
ألِفنــا شقاها واكتفينا بدفئـــها
وفوق الثَّرى عيشٌ هناك خَصيبُ
ولكنَّها هـانت علينـا فأظلَمتْ
فشطَّ بنـا بَعدَ الشُّــروقِ غُـروبُ
فما زاد فينـــا البؤسُ إلّا تَقرُّبـاً
ومن ذاك عن حُبِّ الدِّيار يتوبُ؟
إذا كان نُسْك القانتين شريعةً
فتسبيحنا في الظاعنين نَحِيبُ
عبدالحميد العامري
تعليقات
إرسال تعليق