حسبي من الهجر /حسبي من الهجر
حسبي من الهجر
ما عدتُ أحفلُ أن أبقى مع الباقي
مادام َعرّسَ في أعماقِ أعماقي
وكنتُ أحسبُني أفنى بحضرتهِ
فهدّني الوجدُ لما رامَ إقلاقي
وكنتُ أطلب ُ أن أبقى بمحبسهِ
فاحترتُ كيفَ إذاً يرضى بإطلاقي
وكيفَ صحَّ لعبدٍ عندَ سيده ِ
ألا يتوقَ لتحريرِ وإعتاقِ
يا سيدي وفؤادي ليسَ يترككم
ولو بليتُ من الدنيا بإحراقِ
أنتم رجائي إذا الأيامُ قد عسرتْ
ولا قبلتُ من الأغيارِ أرزاقي
أنتم سعادةُ قلبي رغمَ عزتكم
وكم ملأتُ بكم شعري وأوراقي
يامن يديرُ كؤوسَ العشقِ صافيةً
هلا عطفتَ على الظمآنِ يا ساقي
حسبي من الهجرِ أني حينَ أذكركم
أطيرُ بالوجدِ محمولاً بأشواقي
وكيفَ أعجزُ أن أسعى لكم فرحاً
وأنتمُ السر ُّفي سعيي وإشراقي
كم ذا أسائلُ عنكم كلَّ خافقةٍ
بين الضلوع ِولا أحظى بترياقِ
وأبذلُ الدمعَ علَّ الدمع ينجدني
فلا تطيقُ مرارَ الحزنِ أطباقي
أحتارُ فيكَ أترضى أن تؤانسَني
على سقامٍ أتى يسري بأخلاقي
مازادني الشكُّ إلا خشيةً وأسىً
ألا أراكَ وقد أحييتَ أسواقي
فاقبل رجائي ولا تتركْ محاسبتي
ما أعذبَ اللوم َمن ذي عزة ٍ باقي
واترك فؤاديَ مبسوطاً بمنزلةٍ
كالطيرِ يسرح سكراناً بآفاقي
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
٢١
تعليقات
إرسال تعليق