قصة قصيرة... ليلة في قارب ::: // بقلم الاديب د. عز الدين حسين أبو صفية،،،



قصة قصيرة...
ليلة في قارب :::
اتفقا على أن يذهبا في رحلة بحرية بقاربه ليستمتعا بجمال البحيرة وهدوء النسيم الذي يغازل مياهها .
كان وائل قد جهز القارب وكل مستلزمات الرحلة بعد أن واعد محبوبه رونزا بملاقاتها عند ضفة البحيرة عند الساعة الرابعة بعد عصر الغد.
في اليوم والساعة التي حددها وائل حضرت رونزا ..
مساء الخير وائل
مساء النور رونزا
تفضلي الصعود للقارب
احتاج مساعدتك يا وائل
هاتي يدك واتكئي بيدك الأخرى على كتفي وها أنا أثبت القارب ملاصقاً لرصيف المارينا.
قفزت رونزه إلى داخل القارب ، وقام وائل بتشغيل الموتور وبدأ بالسير بالقارب ببطء ليبتعد عن الرصيف ، ثم توقف وهو يسأل رونزا عما ترغب مشاهدته في البحيرة .
دعنا يا وائل ننطلق دون تحديد وجهتنا ونجوب كل مساحة البحيرة نشاهد جمالها وروعة المناظر الطبيعية المحيطة بها .
كان وائل يتعمد السير بالقارب بسرعة فائقة وهو يمارس حركات بهلوانية والانعطافات الحادة تارة و التوقف المفاجيء تارة أخرى فتصرخ رونزا بصوت عال يملأه السرور والفرح وشعرها المنفلت يتطاير مع نسمات الهواء المتسارع فكان يظهر على وجهها نضارة وجمال يثير أحاسيس الإعجاب والحب لدى وائل الذي يبدأ بالغناء وتشاركه رونزا ببعض كلمات مقاطع من بعض الأغنيات التي يرددها وائل.
بدأ شعاع الشمس يعلن بأن وقت الغروب قد حان وهو يلبس حلة من جمال لون الشفق الذي ينعكس على وجنتي رونزا فتزداد جمالاً .
أوقف وائل القارب وأخذ بالاقتراب من رونزا والجلوس بجانبها وأطلق العنان لذراعه ليلتف من حول عنقها وبأصابعه يداعب وجنتيها وشفتها وخصلات من شعرها الذي بعثرته نسائم الغروب الرقيقة .
كانت رونزا بذراعيها تعانق وائل وتهمس له بكلمات تعبر بها عن حبها له وتحكي له عن مشاعرها وسعادتها به وبوجودها معه في هذا القارب الذي كان يحلو لها أن تُسميه قارب الحب .
كانت نوارس البحر تقترب كثيراً من القارب وتحاول مداعبتهما بأجنحتها وكأنها تمارس الرقص من حولهما، في محاولة فاشلة منهما للأسماك بأحد النوارس التي تبتعد قليلاً ثم تعود بحركاتها البهلوانية وتقترب أكثر وأكثر من وائل ورونزا التي تركت رأسها يستند على كتف وائل الذي لم يتوقف عن مداعبة خصلات شعرها ويتهامسان بكلمات الحب ونسيم البحيرة الليلي يداعب وجناتهما، فاضجعا ، فغفيا.
كانت نسائم المساء تزداد قوتها تدريجياً فتحرك القارب الذي يسير باتجاه حركة النسيم وكان كل من وائل ورونزا مستغرقين بحالة عشق تحاكي عمق نومهما.
بدأ شعاع الشمس التسرب من بين أغصان الأشجار المحيطة بالبحيرة ليلامس وجهيّ كل من وائل و رونزا فينشر بعض الدفء بهما وكأنه يعلن ويريد أن يخبرهما بأن الصباح قد حضر ليوقظهما من نومهما.
كانت النوارس تتجمع حول القارب على ارتفاعات مختلفة وتصدر أصواتها وكأنها تخبر كل من وائل ورونزا بأن الصباح يدعوهما للنهوض ؛ فبدأ كل منهما بالتململ وتحرير ذراعيه من عناق الآخر.
صباح الخير رونزا
صباح الخير وائل
ما بال القارب غير ساكن يا وائل ؟
تبسم وائل وهو يقول :
لأنه انتهز غفوتنا و سار مع اتجاه نسائم الليل مستغلاً غفوتنا فحط على شاطيء البحيرة .
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب