قصيدة رمضان والكورونا تجليات بقلم الشاعر القدير أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري



رمَضانُ والكُورونا
تَجَلِّيات :
رمضانُ يا ضَيْفاً عظيمَ الشانِ
يا زائرا في أشْرفِ الأزمانِ

أقْبلتَ تَحْمِلُ للأنام هدايةً
ومَشاهِداً للبِرِّ والإحْسانِ 

أقبلتَ كالأنْسامِ في زمَن الصبا
أو كالرّبيع بِشكْله الفتَّانِ

هذي طيوفُك لم تزلْ برّاقةً
قد أوْمضَتْ مِن بابها
الريّانِ

فاهطُلْ علينا مثْلَ قطْراتِ النَّدى
وتَجَلَّ بالرحَماتِ والغُفرانِ

لكنَّنا لسْنا على الحال التي
قد كنتَ تعرفُها مدَى الأزمانِ

هذا لأنَّكَ جئتَ في عَام الوَبا  
والأمَّةُ الثّكْلى بِشَر هوانِ 

كيف السبيلُ إلى مُلاقاة الورَى
والكلُّ أصبحَ داخلَ البُنيانِ

أتجيءُ في قومٍ تعرَّوا للرَّدى
ما بين مَوْبوءٍ وحاملِ رانِ

قد عاقَرُوا تلك الذنوبَ تساهُلاً
ورَضُوا بفعْل السُّوءِ والعِصْيانِ

فاجْتاحَ هذي الأرضَ "كورونا" الذي
ما كان في بالٍ ولا حُسْبانِ

فالعالمُ السُّفليْ يَجرُّ رداءَه
حَيْرانَ ممَّا حَلَّ بالأوطانِ 

لا ثَمَّ في البيتِ العتيْقِ مُكبِّرٌ
كلا ، ولا مِن ذاكرٍ بِلسانِ 

والكعبةُ الحَسْنا تُطِلُّ بلهفةّ
لا طائفٌ يأْويْ لذي الأركانِ 

حتى المساجدُ أوْصِدَتْ أبوابُها
أنَّى يقومُ بها ذوو  الإيمان؟!

هل بعْدَ هذا سوفَ تبقى وارِفاً
كالظِّلِّ ، تَرْفُلُ في الدُّنا بأمانِ

يا أيها الضَّيف المُطِلُّ على الدُّنا
تبْدو خفيفَ الظِّلِّ حينَ نُعاني

وأراكَ تُسرِعُ بالرَّحيلِ مولِّياً
وكأنَّ طيفَك لمْ يمسَّ جَناني

فاغْسِلْ إلهيْ فيه ما قارفتُه
من حَوبةٍ أو لوثةِ الأدْرانِ

واجْعلْ بأفئدة الخلائق راحةً
وأزِحْ ستارَ الهمِّ والأحْزانِ

ربّاه يا مَوْلى البرية كلها 
نرجوك كلَّ العفو والرِّضوانِ 

 فاجعلْ لنا مِن شهرنا بوابةً
للخير تدعونا وللإحسان 

وادْفعْ إلهي كلَّ ضُرٍّ جاثمٍ
فوق الصدور بهذه الأبدانِ

واقبلْ دُعاءَ المؤمنين ومَن مضَوا 
يرْجون هذا الفضلَ في رمَضان . 

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب