جراح الذكريات بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير

جِـراحُ الـذِّكريات 
*****
مـا عُـدْتُ أَمْـلِكُ شَيئَاً غيرَ أَتْـرَاحِـي
لا الـرَّاحُ رَاحِي ولا الأَقداحُ أَقْدَاحِي

ولا الأنامِـلُ إنْ أرْسَلْـتُـها جَـمَـعَـتْ
كُلَّ الـمَباهِـجِ والَّلـذاتِ في رَاحِـي

ولا الأحاسيسُ في الأعماقِ عاصِفَةٌ
عَـصْفَ الـرِّيَـاحِ  بأَجْـسادٍ   وأرْواحِ

ولا العيونُ على الـتَـعْـبيرِ قَـادِرَةٌ
ولا تُـبـيـنُ كما كانـتْ بِـإفْـصَـاحِ

ولا الأمَـاني إذا انثَالتْ تُصَوِّرُ لي
لَـيلَ الـمُحالِ مُغِـذَّاً نحْـو إصباح 

ولا الـحَـنِيـنُ إذا ما ثـارَ أوظَـمِئَتْ
منهُ الـشِّـفَـاهُ تَشَـهَّـى لَسْعَـةَ الـرَّاحِ

ولا الـقوافي إذا ما رُمْـتها رَقَصَتْ
نَـشْوانَةَ الّلفظِ من صَهباءِ أفراحي

فَيا لَكَ اللهُ يا قَـلبي وقَـد هَـمَـدتْ
نِـيـرَانُ نَـبْـضِكَ مِـن آهٍ ومِـن آحِ

هَـذي جِـراحُـكَ كالأَفْـواهِ فَاغِـرَة
وذِكريَـاتُـكَ تُـبْـدِيِ بَـطْـشَ سَـفَّـاحِ

وقد نَصَحْـتُكَ أيَّـامَ الـهَـوَى حَـدَثٌ
فَمَا اسْتَمَعْتَ ولا أرْضاكَ إلحَاحِي

والـيوْمَ ما لكَ عِـندي مَا أُقَـدِّمُـهُ
لا الرَّاحُ رَاحي ولا الأَقْداحُ أقداحي .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( كتاب الوَهْـم )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

رحيلٌ بلا وداع... الشاعرة.. سلوى احمد

قصيدة ( الدَّارُ داري ) ..بقلمي حازم قطب