متاهات الجوى بقلم الشاعر مسير الجابري
متاهاتُ الجوى
------------------------
كلََّما أمضي بدربٍ منكَ أرجو
فمتي لي يا خليلَ الروحِ تدنو
قادني طيشٌ بعقلي نحوكم
فمتى من خمرةِ الأشواقِ أصحو
رقََّ في خلدي نشيداً ساحرا
وبراسي بلبلٌ للشعرِ يتلو
ورياضٌ تبعثُ النشواةَ بي
وعلى جناتها للصبحِ أغفو
كنتُ كالطيرِ وعيناكَ السما
قاربٌ فوقَ خطوبِ الكربِ يطفو
وتعلقتُ بحبلِ الحبِّ ما
نلتُ وصلاً ولذيذَ العيشِ يجفو
أحملُ الأحلام إنجيلاً معي
بمتاهاتِ الجوى والموتُ يقفو
ونزيفُ الجرحِ بركانٌ غدا
ورماحُ الهجرِ في الأحشاءِ اشكو
وتشبََّثتُ بظنِّ خادعٍ
وخيالٍ من سرابٍ بي سيحدو
إيُّ عشقٍ لكَ بيتٌ أضلعي
قد تربعتَ وفوقَ القلبِ تجثو
وتسربتَ بجسمي مثلما
قطرةُ الماءِ بصلبِ العودِ تعدو
فدعِ الهجرَ وعاود وصلنا
ظلُ إنسانٍ إذا فارقتَ اغدو
وترفق بصريعٍ مغرمٍ
بوصالٍ ولقاءُ البيضِ يحلو
كلََّما حاولتُ نيلَ المبتغى
كلََّما بي يا رقيقَ القلبِ تقسو
نحنُ في الدنيا نقاسي مرََّها
غيرَ أيامٍ سراعٍ سوفَ تصفو
فلمَ الأشعارُ دمعٌ حبرها
نكتبُ الإحساسَ ولأقدارُ تمحو
طالما تبكينَ حظََّاً عاثراً
أنتِ يا عينيََّ لو بالنفسِ أخلو
ما بشكوانا سوى تجريحنا
فاكتمي فالسرُ بالكتمانِ يسمو
وتعزي بأناسٍ قبلنا
بذلوا الأجسادَ ولأرواحُ تسمو
إنها سجنٌ كبيرٌ دنيتي
فإذا أزدََّتُ زهداً سوفَ أعلو
مسير الجابري
تعليقات
إرسال تعليق