سقط الصَّنمْ)...شعر.محمد عصام علُّوش


 من ديواني غير المطبوع سفر الثورة السُّوريّة هذه القصيدة بعنوان:

(سقط الصَّنمْ)

ـ من شعر التَّفعيلة ـ

سقط الصَّنمْ

مَن كان معبودَ الغَنمْ

اَلخانعينَ الرَّاكعينَ السَّاجدينَ لمَن حَكَمْ

اَلصَّانعينَ العِجلَ عِجْلَ السَّامريِّ بلا ذِمَمْ

همْ ألَّهوهُ ونصَّبوهُ وآزروهُ وساندوهْ

همْ باسمهِ قد سبَّحوا حين ارتضوهْ

وتفنَّنوا عند التَّغزُّل بالمدائحِ أطربوهْ

وبكلَّ ألفاظِ المحبَّة راودوهْ

وتخاذلوا لمَّا ظَلَمْ

فاستمرأ الصَّنمُ العِنادْ

من بعد ما بثَّ الفسادْ

من بعد ما أرسى التَّقِيَّةَ والأذِيَّةَ والبَلِيَّةَ في البلادْ

واستقدمَ الأنذالَ والأوْغادَ والأشرارَ والفُسَّاقَ والسُّرَّاقَ عاثوا ضِلَّةً في كلِّ وادْ

وأباح كلَّ مُحرَّمٍ ومُجَرَّمٍ ومُنكَّرٍ في كلِّ نادْ

والقتلَ والتهجيرَ والتَّشريدَ والتَّجويعَ يُزري بالعبادْ

لمْ يُصغِ يومًا واحدًا للنُّصحِ من أهْلِ الرَّشادْ

متوهِّمًا أنَّ الصَّنمْ

يبقى لينعَمَ بالخَدَمْ

واستمرأ البعضُ النِّفاقْ

لمَّا تسَمَّوْا بالرِّفاقْ

قد كان فيهمْ شاعرٌ أو كاتبٌ أو ناثرٌ متسلِّقٌ متزلِّفٌ قد عاش في هذا السِّياق

أو ربَّما لِصٌّ يريد المالَ والتَّعفيشَ واستحلى المذاقْ

والزَّيْفُ مِلْءُ إهابِهِمْ

باعوا الضَّمائرَ والمشاعرَ والشَّعائرَ قايضوها بالشِّقاقْ

ما عاد فيهمْ من جناسٍ مذْ تلبَّسَهمْ طِباقْ

هتَفوا جميعًا: إنَّنا تحتَ العَلَمْ

عَلَمٌ بلا وطنٍ ولاشعبٍ ولا سَبَدٍ ولا لَبَدٍ ولا حتَّى قِيَمْ

يا سادَتي:

سَقَط الصَّنمْ

ما كان في يومٍ بَطَلْ

قد كان من قذَرٍ وطينٍ حين ذوَّبهُ البَلَلْ

قد كان من قُطنْ ومن أوْهى الجُمَلْ

ما كان من أصلٍ له كي يُنتشَلْ

بل كان من أهْلِ الدَّجَلْ

ذئبًا بأثواب الحَمَلْ

نعلًا إذا المرءُ انتعلْ

والشَّعبُ يوم سقوطِهِ نادى بأصوات الأمَلْ:

ما عاد فينا من هُبَلْ.. لا يُحتمل.. أو من صنمْ

لا للصَّنمْ.

محمد عصام علُّوش

24/جمادى الآخرة/1446هـ ـ 25/كانون الأوَّل/2024م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

كل شيء لديها بهي ... بقلم الشاعر... ظاهر الشوكي

خاطرة بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى