قصة قصيرة... الشاعر..مدحت رحال ،،
قصة قصيرة
----------------
* ألحب الصامت *
مالي ولربات الحجال ،
قالها يخاطب نفسه ،
كان يجلس في شرفة منزله الغربية ،
متدثرا بعباءة سميكة ،
يلف رقبته وأذنيه بلفحة صوفية ،
أواخر الخريف ، والجو بارد ،
ألسماء صافية إلا من بعض بقع الغيوم المتناثرة ،
ألشمس تسير حثيثا نحو الغروب ،
ترسل أشعتها فتبعث بعض الدفء ،
جلس في شرود ،
أمامه فنجان قهوة يبعث عبقا ،
لم يرتشف منه رشفة
بين أصابعه سيجارة نسي في شروده أن يشعلها ،
عيناه مسمرتان في قرص الشمس ،
كعابد بوذي يلتمس منها البركة ،
والشمس تسابق سحابة توشك ان تبتلع قرصها ،
همس ثانية ،
مالي ولربات الحجال .
أحبها في صمت ،
لم تلتق عيناهما أبدا ،
ولكنه يحس بأنها تحبه ،
توارد خواطر .
كان يناجيها وكأنها معه في خلوته ،
أحبها في صمت وعفة ،
لم يفكر فيها بسوء حتى في خياله ،
وكانت لحظة فارقة ،
ضبطها على غفلة تسترق منه نظرة .
احست بذلك فارتعشت عيناها وكأنها اقترفت إثما
أو أتت شيئا إدٌا
انسلت مسرعة .
عرف أنها تكن له من الود مثل ماعنده ،
لم ينم ليلتها ،
ألشمس توشك ان تغرق في المحيط ،
لم يحس لشروده ببرودة الجو ،
ألشمس سحبت آخر خيوطها ،
وغاصت في الأفق ،
والليل يرخي سدوله ليعلن نهاية يوم ،
لفحته نسمة باردة ،
وكانه في قاعة سينما ،
فتحت الشاشة وبدل أن يبدا الفيلم ،
نزلت يافطة مكتوب عليها / النهاية
النهاية قبل الفيلم
وهكذا كانت قصة حبه :
يافطة النهاية ،
ولم تبدا القصة بعد ،
لا يدري كيف ، ولا لماذا ،
قال يحدث نفسه :
لن تأتي
المراة لغز .
لملم نفسه وهو يتمتم في شرود
ودمعة ساخنة على وجنته :
مالي ولربات الحجال !!
لكن له قلبا يخفق ،
وعاد إلى حبه الصامت ،
ولسان حاله يقول :
أحبك حبا لو بُليتِ ببعضه
لما ذقت غمضا بل لطال بك السهر
مدحت رحال ،،
تعليقات
إرسال تعليق