رجال في الإسلام ... بقلم...مدحت رحال ،،
رجال في الإسلام
----------------------
معه من الله نور
(( عباد بن بشر ))
أسلم على يدي / مصعب بن عمير ، موفد رسول الله سلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،
وانتقل الرسول الكريم إلى المدينة مهاجرا ،
وبدأت الغزوات ،
فكان ( عباد بن بشر ) في الصفوف الأولى مجاهدا متفانيا بشكل يبهر الألباب ،
ولعل هذه الواقعة تكشف عن شي من بطولة /عباد ،
فبعد أن فرغ المسلمون من غزوة ( ذات الرقاع ) ، نزلوا مكانا يبيتون فيه ،
واختار الرسول للحراسة نفرا يتناوبونها ،
وكان ( عمار بن ياسر ) و ( عباد بن بشر ) في نوبة واحدة ،
ونام ( عمار ) أول الليل ،
وقام عباد يسهر نوبته ، وقام يصلي ليكسب أجر الحراسة والصلاة ،
وفيما هو في صلاته ، إذا سهم يخترم عضده ،
فنزعه واستمر في صلاته ،
ثم رماه المهاجم بسهم آخر ، فنزعه وأنهى تلاوته وركع وسجد ،
ثم أيقظ عمارا وقال له إنه أصيب ،
فلما رأى عمار إصابته قال له :
( سبحان الله ، هلا أيقظتني أول ما رُميت )
فأجابه :
لم أشأ أن أقطع صلاتي ، ولولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله بحفظه لآثرت الموت على أن أقطع الآيات التي كنت أتلوها )
هو دائما في مقدمة الصفوف في مواطن التضحية والموت ،
ولكنك في موطن الغنيمة تفتقده ،
ويكفيه هذه الشهادة من عائشة أم المؤمنين :
( ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد :
سعد بن معاذ
وأسَيد بن حضير
وعباد بن بشر )
وعرف المسلمون الأوائل / عبادا بأنه الرجل الذي معه من الله نور
فقد كانت بصيرته المضاءة تهتدي إلى مواطن الخير واليقين في غير بحث أو عناء ،
وفي حروب الردة ، حمل / عباد مسؤولياته في استبسال منقطع النظير ،
وفي موقعة اليمامة ،
وقبل أن تبدأ المعركة بيوم ،
رأى في منامه كأن السماء قد فُرجت له ثم أطبقت عليه ،
وفسرها بأنها ( الشهادة ) .
وفي المعركة ،
اعتلى ربوة وراح يصيح :
يا معشر الأنصار ،
احطموا جفون السيوف
وتميزوا من الناس )
وقاد هو وأبو دجانة والبراء بن مالك كوكبة من المقاتلين إلى حديقة الموت ، حيث كان يتحصن جيش / مسيلمة الكذاب ،
واقتحموها وكان النصر ،
وكانت الشهادة
استُشهد ( عباد بن بشر )
وصدقت الرؤيا ،
رحمه الله ورضي عنه وعن سائر الصحابة أجمعين ،،،
مدحت رحال ،،
تعليقات
إرسال تعليق