الأمل و الذكر و العمل..الأديب..د٠صبحي عمر الديب


 مقال أدبي إنساني 


الأمل و الذكر و العمل

إن الأمل ثقة و شعور و تطلع نحو مستقبل زاهر بالسعادة و الاطمئنان

و الإيجابية و العيش الرغيد

عبر الشاعر الطغرائي عن الآمال على وزن البحر البسيط مواسيا نفسه بالأماني و الرغائب الحياتية

التي تأتي بالسعادة و الراحة رغم العيش الضيق و النكد و الوعورة فالآمال الكثرة إذن تنسي المعاناة و المشاق و تريح نفس الإنسان فيغدو طيب السريرة حسن العشرة فقال : 


أعلل النفس بالآمال أرقبها 

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل


إن حياة الإنسان آمال كثيرة تشبه جسرا مستقيما طويلا ممتدا ليس له نهاية لذلك نرى كل امرئ يجد و يعمل في حياته استدامة للعيش

و حبا للبناء و الارتقاء فالعمل إرادة و جهد وبذل و عطاء 


أ-الأمل مصدر صحيح على وزن فعل بفتح الفاء و العين

مشتق من فعل ثلاثي صحيح مهموز مجرد متعد لمفعول واحد


ب-الذكر مصدر صحيح على وزن فعل بكسر الفاء و سكون العين

مشتق من فعل ثلاثي صحيح سالم مجرد متعدي هو ذكر على وزن فعل بفتح الفاء و العين 


-الذكر نوعان: 

١-حسن طيب يدل على الصلاح و الخير 

٢-سيء يدل على السوء و الشر 

لذلك كان الذكر إحسانا و طيب عشرة و لين جانب و تعامل بعيدا عن الإساءة و الشر

فعلى المرء إدامة الإحسان لأنه يخلد ذكره و ينفعه في حياته و بعد مماته و تستقيم به أموره و توثق علاقاته و يبقى خيره

إذن بين الخير و الشر علاقة تضاد و تباعد و طباق بديعي جميل يوضح المعنى 

فكم يمر بالمرء عسر و يسر لكن اليسر ينهي العسر و الحياة تزال

و تفصم الآمال آجال 

فدنيا الناس عاجلة

و كل من عليها رحال

فالآمال فسحة للعيش

و مثابرة بالجد و الاجتهاد للبقاء و نسيان الأجل

و النسيان رحمة من الله للإنسان و جعل انتهاء الأجل غيبيا

و لولا ذلك لما كد الناس و ما عملوا 

و ما زرعوا و لا صنعوا  

ثم يأتي الأجل فينهي الأمل

فكم في الحياة من دروس و كم بالجهد تدرك الأماني و ترتاح النفوس 

ت-العمل مصدر ثلاثي صحيح

على وزن فعل بفتح الفاء و العين

مشتق من فعل ثلاثي صحيح سالم مجرد متعدي وزنه فعل بفتح الفاء و كسر العين 

يقسم إلى قسمين

١-عمل صالح طيب حسن بناء ذو امانة و إتقان 

أوصى الدين به العبد أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر

و القيام بالواجبات كما جاء به الوحي الإلهي منه الأمانة و الوفاء بالعقود و صيانة الحقوق و إقامة الشهادة لله و اجتناب المنكرات يثاب عليه الإنسان و يسعد

قال تعالى:(و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون) 

٢-عمل سيئ ذو شقاء و تعاسة و خذلان و هدم 

هو تقصير و إهمال و نكران مقصود و ظلم و ضياع الحقوق يعاقب المرء عليه ويشقى إن لم يتب إلى رب العالمين 

بين الدين ذلك فقال:(من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد) 

تحياتي و خالص التقدير

د٠صبحي عمر الديب 

البلد  سوريا   الشام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

كل شيء لديها بهي ... بقلم الشاعر... ظاهر الشوكي

خاطرة بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى