لعتنا الجميلة... بقلم الشاعر...خالد خبازة
لعتنا الجميلة
في الشعر العربي .. قواعده و أحكامه
البحث السابع عشر
في الأرجوزة .. و القصيدة
لن أطيل في هذا الموضوع كثيرا .. انما سآتي عليه بشكل سريع
يقول النحاس :
القريض عند أهل اللغة العربية الشعر الذي ليس برجز ، يكون مشتقا من قرض الشيء ، يعني قطعه ، كأنه قطع جنسا .
و قال أبو اسحق :
وهو مشتق من القرض ، أي القطع و التفرقة بين الأشياء . كأنه ترك الرجز و قطعه من شعره.
و كل نظم على الرجز يسمى " أرجوزة " وهي قصيدة طالت أبياتها أم قصرت ..
أما القصيدة فلا تسمى أرجوزة ، الا أن تكون من أحد أنواع الرجز ، و لو كانت مصرعة الشطور .
وان المقصود تسمية القصيدة " قصيدة "
لأن الا شتقاق من " قصدت الى الشيء "
كأن الشاعر قصد الى عملها على تلك الهيئة ،
و الرجز مقصود الى عمله كذلك .
و الرجز ثلاثة أنواع :
غير المشطور .. و المنهوك .. و المقطع .
فأما الأول ..
نحو أرجوزة عبدة بن الطيب :
باكرني بسحــرة عواذلي ... و عذلهـــــن خبل من الخبــــــل
يلمنني في حاجة ذكرتها ...في عصر أزمان و دهر قد نسل
و النوع الثاني ( المنهوك )
نحو قول الأخر :
القلب منها مستريح سالم ... و القلب مني جاهد مجهود
و النوع الثالث ( المقطع )
قول أحدهم :
قد هاج قلبي منزل من أم عمرو مقفر
و كان أقصر ما صنع القدماء من الرجز ما كان على جزأين ،
نحو قول دريد بن الصمة في يوم هوازن :
يا ليتني فيها جذع ... أخب فيها و أضع
حتى صنع بعض المتعقبين ، و ربما كان علي بن يحيى أو يحيى بن علي المنجم , أرجوزة على جزء واحد حيث يقول :
طيف ألمْ .. بذي سلمْ ... بعد العتمْ .. يطوي الأكمْ
جاد بفم .. و ملتـــزم ... فيه هضم .. اذا يضـــــم
و يقال :
ان أول من ابتدع ذلك
سلم الخاسر
في قصيدة مدح بها موسى الهادي :
موسى المطر ، غيث بكر ... ثم انهمر ، ألوى المرر
كم اعتســـــــر ، ثم ايتسر ... و كم قدر ، ثم غفــــــر
عدل السير ، باقي الأثـــر ... خير و شر ، نفع وضر
خير البشر ، فرع مضر ... بدر بدر ، و المفتخــــر
لمن غبر
و يسمى الجوهري هذا النوع المقطع .
و يرى بعضهم أن مشطور الرجز ليس بشعر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
هل أنت الا اصبع دميتِ ... و في سبيل الله ما لقيتِ
و ليس هذا بدليل
و انما في قول النبي صلى الله عليه و سلم عدم قيام النية ، لأنه لم يقصد به الشعر و لا نواه ، فلذلك لا يعد شعرا ، و ان يكن كلاما متزنا .
و لا يعتبر الخليل المشطور شعرا ..
الا أن أقواما ردوه عليه و حاججوه .
وكان جرير و الفرزدق يرجزان ،
و كذلك عمر بن لجأ
كان راجزا مقصّدا أي ناظم للقصيد ،
و مثله حميد الأرقط ، و العماني أيضا ،
و الفرزدق كان أقلهم رجزا .
و ليس يمتنع الرجز على المقصّد " صانع القصيد " ، امتناع القصيد على الراجز .
لذلك قيل هذا شاعر ، و ذاك راجز ، و كانه ليس بشاعر .
أكتفي بهذا القدر ، فان البحث فيه يطول ..
****
خالد ع . خبازة
اللاذقية
عن عدد من كتب التراث
تعليقات
إرسال تعليق