يمرُّ الوقت سيدتي. ..... فريدة توفيق الجوهري


 يمرُّ الوقت سيدتي.

فريدة توفيق الجوهري لبنان.


تحدّثني ولا أفهم...

وأسمعُها بأشواقي ،بإحساسي ،بٱهاتي

تُكلِّمني

تخططُ للغدِ الٱتي

ويسري الحرفُ في ذاتي

كما البلسمْ

ولا أدري أأسمعُها وأنظرُ ذلك المبسَم

وأشعرُ أنّني أهوى

وأشعرُ أنني مغرمْ

وعينيها كأضواءٍ على منجمْ

وتسألُني...أتفهمني؟

أُجيبُ نعم ،ولا أفهمْ

فأرسمُ في مُخيّلتي

صحارى رملُها يُحلجْ

وقافلةً

وفرسانا ًبها تهزجْ

وفاتنتي على هودَجٍْ

من َ الديباجِ والنارنجِ والعوسجْ

وإنّي الفارسُ المغوارُ والإصباحُ قد أبلجْ

فأخطُفُها على فرسٍ

لأرضِ الواقعِ المُعدَمْ

أيا امرأةً بنصفِ الكونِ يا ماءً منَ الزمزمْ

أنا العربيُّ محكومٌ

بتاريخي الذي يُهدمْ

بأوجاعي ،بأنوائي

بوجهٍ باتَ لا يُفهَمْ

أنا العربيُّ متَّشِحاً

بظلمٍ لم يعُدْ يرحمْ

أعانقُ في الهوى وطناً

تراباً بالدمى يثلَمْ

وأجلِسُ في خيامِ الشرقِ بالعيدانِ كي أرسُمْ

أيا امرأةً تشدُّ سلاسلَ التاريخِ كالزهراءِ أو مريمْ

فكيف أكونُ شرقياً بلا معجَم

وأوجاعي بيا تُكتمْ

وكلُّ رجالُنا خرجت

عن الأنصارِ والخزرجْ

وأسلحتي 

هىَ المحراثُ والنورَجْ

وكلُّ خيول مملكتي

لها في الغربِ من أسرَجْ

أنا لا لستُ عنترةً

دمٌ في خافقي أثلَجْ

كفوفُ الحبّ خاليةً بلا بهرجْ

وأمتعتي على ظهري

وأدعو الله كي تُفرَجْ

فأفراحي بلا أُنسٍ

وممنوعٌ بأن أحلمْ

فكيفَ الحبُ قد يأتي

وكيف الوعدُ قد يسلَمْ

وكيف أجدِّدُ الأحلامَ والعربانُ في مأتمْ

غداً إذ عادَ تاريخي 

وأرضي لم تعدْ مَضرَم 

أضمِّدُ جُرحِيَ المفتوحُ بالبلسمْ

وأبني قصرَ أحلامي 

لنجلس في الهوى ننعمْ

نصبُّ النفطَ في كأسٍ ونرفعهُ

نشعشِعُ كلّ ما أظلمْ

وندفعُ ثروةَ العربانِ كي تُقسَمْ

فيأكلُ كلّ من للفقرِ قد أسلَمْ.

_فتُكمِلُ في الحوارِ معي 

تحدّثُني ...

ولا أفهمْ

وتسألني أتفهمني؟

_أجيبُ نعم ولا أفهمْ...

وينكزُني

يثور الشخصُ في ذاتي

أأُخبرُها ...

بأنكَ أطرشٌ أبكَمْ...

وإنَّ الحبَّ في بلدي 

عُراهُ قد بدت تُفصَمْ.

فأهبط من رحابِ الفكرِ كي أُلطمْ

فأنظرُ ساعةَ المِعصَمْ

أودِّعُها على هربٍ

أنا ٱسف

يمرُّ الوقتُ سيّدَتي ولا أعلمْ.

تعليقات

  1. انها الشاعرة الفريدة فريدة الجوهرى تشدو باعذب الكلمات فى حب الوطن كم شدت قبلا بحب العاشقين فصارت ايقونتهم كما أبدعت فى حب الأوطان غي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حين يرتعش القلب **بقلمي / خديجة شما khadija Shamma

يا كاتب للشعر.. // بقلم الشاعر حافظ لفته

هو ضائعٌ.. بقلم..حكمت نايف خولي