يوميات سائق...تأليف: أ. عبدالاله ماهل


 يوميات سائق

الحلقة التاسعة

وهو في طريقه الى عمله، إذ بامرأة في ريعان شبابها تحمل بين ذراعيها رضيعا، تنم حركاتها أنها تستنجد في كبرياء، من يعفيها مشقة آخر الشارع. 

راعه حالها وحال الرضيع، فحاد ذات اليمين واستوقف سيارته، وبأدب: إلى أين سيدتي..

فأجابته في خجل: إلى آخر الشارع... 

أومأ إليها بالركوب بالأماكن الخلفية، إلا أنها ما كادت تستقر في مكانها، حتى صاحت وقد علا الاحمرار وجنتيها: عفوا سيدي، فقد نسيت محفظة النقود بداخل شقتي بهذه العمارة.. 

فأجابها في حرج: أرجوك سيدتي أسرعي ولا تتأخري...

نزلت مسرعة صوب العمارة بينما هو شدته سكينة الرضيع، فاخذ يداعبه، ثارة مموءا له وثارة مبسبسا له...حتى نسي نفسه بين غوغوات الرضيع.

وفجأة، انتبه الى الساعة فإذا بالوقت قد داهمه كثيرا دون ظهور أثر للسيدة.

ترجل من على السيارة وتوا الى حيت بواب العمارة، فسأله  عن السيدة، فأجابه البواب في دهشة:  لا أحد يسكن هنا، هذه العمارة ملكية خاصة لشركة  تجارية تدار من خلالها جميع انشطتها.

دهل الرجل في مصابه وتسمر مكانه، لا يدري ما يقدم ولا ما يؤخر. رجع الى السيارة وانتظر ردهة من الزمن ولا من جديد استجد بشأنها.

آنذاك أيقن أن تمة فاحشة جنتها على نفسها، ودرئا لعارها، رمت برضيعها بين أحضان أول عابر سبيل. ياله من ملعوب دنيء حيك فوقع المسكين في شراكه!!!فبئسا لها...

بدأت تتقادفه الأفكار والسموم وتتلاعب به الوساوس، إلا أن  إيمانه بالله، جعله يلعن الشيطان ويعود بالله. فاخذ طريقه صوب اقرب محطة أمن.

قص عليهم قصته مع الرضيع وأم الرضيع، وانتظر منهم ردا يعفيه مسؤولية الرضيع، إلا أنه فوجي برد من كبيرهم: الخبرة الطبية هي الكفيلة بتبيان حقيقة الرضيع...

والحالة هاته، لم يجد معها بدا من الاستسلام، وعرض على الخبرة الطبية فكانت الطامة العظمى، ويا لهولها: عقيم أصلا وأب لأربعة أولاد... !!!

تمتمها المسكين وسقط مغشيا عليه...

تأليف: أ. عبدالاله ماهل

الدار البيضاء/  المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاعر و تاجر... الشاعر..زياد الحمصي

كل شيء لديها بهي ... بقلم الشاعر... ظاهر الشوكي

خاطرة بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى