احيانا ... بقلم الشاعر...عز الدين الهمامي
أَحْيَانًا
***
أَحْيَانًا نَشْتَـاقُ إِلى الجُلُوسِ بَعِيدًا حَيثُ السَّمَاء تَنشُرُ صَفَاءَ زُرقَتِهَا عَلى شَاطِئ البَحرِ وَعِندَمَا لا يُوجَدُ أحَدٌ نَبدَأُ تَصَفُّحَ كِتَابٍ رَسَمْنَا حُرُوفَهُ مٍن ذِكرَيَاتِ أيَّامنَا الخَوَالِي وَ نَسْتَرجِع الكَثِيرَ مِن ذِكرَيَاتِ أيَّامنَا الحلوَة وَ الزَّمَنِ الجَمِيل الذِي عَدَّى مِن طُفُولتِنَا وَصَفَائِهَا، ومَرَحِهَا وَ لهْوِهَا، نَعِيشُهَا بِرُوتِينِيَّةٍ عَذْبَة المَذَاق و شَرَاهَةٍ وَ كَذلِك أيَّامُ الشَبَاب وَالطيْش وَ سِنِين المَاضِي الضَائِع بَينَ زُحَامِ الحَيَاة المَمْلُوءة بِالمُتَنَاقضَات، حِينَهَا وَعِندَ الشُرُودِ الذِهْنِي قَد يَأتِيكَ شُعُورٌ بِتَفَاهَةِ هَذَا العَالم وَ السُّوءُ الذِي يَنْخَرُ أرْكَانَهُ...
أَحْيَانًا لَا نُرِيدُ شَيْئًا مِن هَذِهِ الحَيَاة سِوَى أن تَمْنَحَنَا لحَظَاتٍ مِن السَّكِينَةِ وَالسَّلام بَعِيدًا عَن كُل ضَجِيج وتَسْتَهوِينَا لحَظَاتُ صَمْتٍ نَتَمَنَّاهَا أنْ تَطُول رُبمَا تَقُودُنَا إلى الصَّوتِ الصَادِقِ فِي أعْمَاقنَا ، وَالذِي ضَاعَ بَينَ الزحَام حَتَى تَطمَئِن قَلِيلا نُفُوسنَا المُتْعَبَة...
أحَيَانًا وَ نَحنُ فِي نَفسِ المَكَان نُحَاوِلُ الابتِعَادَ عَن ذلِكَ البَحر آمِلِينَ التَطَيبَ بِعِطرِ الأرْضَ التِي تَحْوِينَا و تَحْتَوِينَا لِنَرسُمَ عَلَى رَمْلِهَا وَ سَخْرِهَا ذِكْرَيَاتٌ وَ أشْكَالٌ وَأمْنِيَاتٌ مَعَ التَطّلعِ إِلَى جَنَّةِ الحَيَاة السَرْمَدِيّة وَ فِي كُل رَسْمٍ مُحَاوَلَات وَ مُحَاوَلَات لِلابْتِعَاد عَن ظُلمِ البَشَر فِيهَا وَ ظُلمِ أنْفُسِنَا لِأنْفُسِنَا وَفِي أعْمَاقِنَا دُعَاءٌ وَ تَرَقبٍ حَتى تُمْطِرَ السَّمَاءُ حُبًا يَغسِلُ مَا بِدَاخِلِنَا وَ يُطَهّر أنِفُسَنَا لِنُمَارِسَ أمْنِيَاتٌ مَعَ كُل فَجرٍ جَدِيد نَزرَعُ فَرَحًا جَدِيدًا وَ أمَلًا فِي غَدٍ أفْضَل...
أحْيَانًا بَل كُلَّ حِين نَدْعُوكُم يِكُل حُيٍ لَا لَا تَقتُلُوا الزَّهْرَة قَبْلَ الرَّبِيع، وَلَا تَعتَقِلُوا أحْلَامَنَا وَ آفَاقنَا الرَّبِيعِية...
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
15/11/2020
تعليقات
إرسال تعليق