السلسلة العنبرية في المعاني الذهبية... بقلم الشاعر وحيد راغب
السلسلة العنبرية فى المعاني الذهبية
(2) البيان والفصاحة
قال تعالى :" خلق الإنسان علمه البيان "
فالبيان هو الإفصاح أو التعبير عن معنى بوضوح وإيجاز فى الكلام
فالبيان فصاحة والفصاحة تسود صاحبها كما سودت يوسف النبى عليه السلام على عرش مصر وورد فى الحديث الشريف " إن من البيان لسحرا "
قال معاوية لعمرو بن العاص من أبلغ الناس قال : من ترك الفضول واقتصر على الإيجاز وقال خالد بن صفوان :ليس البلاغة بخفة اللسان ولا كثرة الهذيان ولكنها اصابة المعنى والقصد الى الحجة .
حكى سيبويه أن رجلا تكلم بين يدى المأمون لما سأله من أنت قال : ابن الأدب يا أمير المؤمنين فقال نعم الحسب الذى انتسبت اليه .
فقيل : كن ابن من شئت واتخذ أدبا يغنيك محموده عن النسب
ومن البيان والفصاحة
وصف اعرابى مصيبة فقال : انها مصيبة تركت سود الرؤوس بيضا , وبيض الوجوه سودا
وقيل لاعرابي كيف حالك فقال : أمزق دينى بالذنوب , وأرقعه بالإستغفار
وكان عمر الفاروق يقول آخر خطبته : اللهم لا تدعنى فى غمرة , ولا تأخذنى على غرة ولا تجعلني من الغافلين .
وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن التفيهق والتشدق وهما ضد الفصاحة الفطرية , لأنهما نوع من الادعاء للفصاحة بالتقعر فى الكلام والضغط بشدة على مخارجه نفاقا ورياءا
ولكى تكون فصيحا مع الفطرة الصحيحة يجب أن تتعلم البلاغة والنحو ليستقيم لك الكلام فلا تلحن , لأن اللحن تحريف واضاعة المعنى , فاللحن مثلا قلب المنصوب مجرورا ¸وإن من أنواع التحريف فى الكتب السماوية اللحن , أى اخراج معنى الجملة الى الهوى لا المعنى الصحيح لها وذلك لعدم الفهم أو دراسة اللغة وما يتبع ذلك .
قال عبد الملك بن مروان : اللحن فى المنطق أقبح من آثار الجدرى فى الوجه . سمع الأعشى انسانا يلحن فقال من هذا الذى يتكلم وقلبي منه يتألم
قال الحسن البصرى ربما دعوت فلحنت فأخاف أن لا يستجاب لى .
والعلماء يرون أن لا صلاة خلف اللحنة
وكان من يدرك معنى الإبداع يخاف أن يدخل بابا لا يستطيع العطاء فيه , فهذا
ابن المقفع رغم أدبه وعلمه وكان مقحما أى لايكتب الشعر لم لا تقول الشعر فقال : الذى أرضاه لا يجىء والذى يجىء لا أرضاه
وزهدني فى الشعر أن قريحتى بما تستجيد الناس ليس تجود
ومن التفكه :
ان بعض عمال طاهر بن الحسين كتب اليه إنى أرسلت اليك ثوب ديباج أحمر أحمر أحمر فرد عليه : قرأت كتابك فعلمت أنك أحمق أحمق أحمق .
الشاعر وحيد راغب
تعليقات
إرسال تعليق